يستعد المخرج الشاب جعوتي كوسيلا، لدخول مسابقة الفيلم الوثائقي، بمهرجان الفيلم الأمازيغي، المنتظر انطلاقه نهاية مارس المقبل، حيث سيشارك بفيلمه الأول الذي يحمل عنوان ''جمرة الأرواح'' باللغة الأمازيغية. يروي الفيلم الوثائقي الخيالي في 72 دقيقة، إحدى المجازر الفرنسية الرهيبة، التي كانت منطقة بلغزلي بقرية ''آيت زلال'' ب''مقلع''، ولاية تيزي وزو، مسرحا لها، يوم 28 سبتمبر 1958، عندما أعلنت فرنسا تنظيم استفتاء حول ''الجزائر الفرنسية''، لكن الأهالي قاطعوا الاستفتاء وتظاهر بعضهم. وفي خضم المظاهرات أطلق الجيش الفرنسي النار عليهم، فهرب الجميع وفشل الاستفتاء، ولم يجد الجنود إلا أحد عشرة فردا (11)، من بينهم ثماني نسوة (8)، فأضرموا فيهم النار بعد رشهم بالبنزين. يقول مخرج الفيلم وكاتب السيناريو جعوتي كوسيلا، عن أسباب تناوله المجزرة: ''أردت أن أقدم شيئا مهما بعكس تاريخنا وثقافتنا''، أولا التعريف بالمجزرة للأجيال الجديدة، ثانيا كشف مجازر فرنسا، وثالثا مساهمة منه لتأريخ هذه المجازر قبل مطالبة فرنسا بالاعتذار والاعتراف.شارك في الفيلم الذي أعيد بناء أحداثه ديكورا وشخصيات حوالي 88 ممثلا من أساسيين وثانويين، وصور بالمنطقة التي شهدت المجزرة، وحوى شهادات حية لبعض الذين عايشوا الواقعة، من بينهم ''بوقنة جوهرة'' 80 سنة، التي فقدت أختها فروجة ذات 27 سنة، وشهادة امرأة كان عمرها 10 سنوات وقد أحرقت أمها آنذاك، بالإضافة إلى شهادة أوعلي آيت أحمد مسؤول عن مكتب الجبهة في المنطقة آنذاك وغيرهم. استغرق انجاز الفيلم عاما كاملا يقول كوسيلا، ستة أشهر في البحث وجمع المعلومات، ومثلها في التصوير، بينما التركيب تم في شهر واحد، حيث كان الفيلم جاهزا نهاية 2012 المنصرم. يعترف المخرج الشاب جعوتي كوسيلا، متأسفا أنه ليس من السهل في الجزائر امتهان السينما فكل الأبواب موصدة، وقال أنه طرق خلال محاولة جمع المال لفيلمه، كل الأبواب، من البلدية إلى الدائرة والولاية ومديرية الثقافة والمحافظة العليا للأمازيغية، كما توجه إلى أكثر من 50 مؤسسة اقتصادية كبيرة في الجزائر، ولم تقدم له أي دعم رغم أن الفيلم الوثائقي يروي تاريخ الجزائر.