كاركاس تتهم أمريكا ضمنيا بتسميم شافيز توفي الرئيس الفنزويلي، هيغو شافيز، بعد صراع مرير مع مرض السرطان ورحلات علاجية في كوبا، أول أمس الثلاثاء. خبر وفاته نزل كالصاعقة على الشعب الفنزويلي وعلى كل الشعوب التي رأت فيه صاحب المواقف الشجاعة والمدافع عن الفقراء والمضطهدين في العالم. خبر وفاة شافيز أذاعه نائبه نيكولاس مادورو، حيث قال في خطاب أذاعه التلفزيون الفنزويلي وهو يذرف الدموع: ''إنه الخبر الأكثر إيلاما... إن شافيز توفي''، بعد معركة مع السرطان استمرت عامين، مضيفا: ''إنها لحظة حزن عميق''، ودعا ''الشعب الفنزويلي للوحدة أكثر من أي وقت مضى''. وكان نيكولاس مادورو قد توقع بأن يكون المرض العضال الذي أدى لوفاته، ناتجا عن حقن متعمد له بعدوى سرطانية. وأكد مادورو أن حكومة فنزويلا ستحقق بدقة في سبب إصابة شافيز بهذا المرض الذي تم تشخيصه في جوان عام .2011 واتهم مادورو ضمنيا الولاياتالمتحدة وأعداء آخرين لم يسمهم لفنزويلا بشن ''حرب نفسية وقذرة على شافيز وفنزويلا''، وقال: ''إن الأعداء التاريخيين لفنزويلا بحثوا دائما عن إمكانية للإضرار بصحة قائدنا''، وإن لجنة خاصة ستحقق في ذلك. وقد أعلنت كاركاس أن مراسم دفن شافيز ستكون يوم غد الجمعة. وتلقى الفنزويليون، وخاصة أنصار شافيز، صدمة قوية بعد نزول خبر وفاته، حيث تجمعوا في الساحات ورفعوا صوره وأشعلوا الشموع، ونقلت القنوات التلفزيونية أجواء حزينة تعم شوارع فنزويلا التي تبكي قائدها. وقال وزير الخارجية الفنزويلي، الياس خاوا، لقناة الأخبار الحكومية ''تلسور'' إن نائب الرئيس، نيكولاس مادورو، سوف يتولى الرئاسة في البلاد، خلفا للرئيس الراحل، هيغو شافيز، إلى حين إجراء انتخابات جديدة خلال ثلاثين يوما، مضيفاً ''إننا نعمل وفق تفويض من الرئيس القائد هيغو شافيز''. ونقل التلفزيون أمس، قسم قادة الجيش على الولاء لنائب الرئيس نيكولاس مادورو. وقد أثار تفسير الدستور في هذه الحالة، خلافا بين الحكومة والمعارضة، حيث ينص في مادة منه على أن يتولى رئيس البرلمان هذا المنصب في حالة وفاة الرئيس، إن لم يكن قد أدى القسم الدستوري، إلا أن شافيز، الذي منعه المرض من أداء القسم، قد أوصى أن يتولى نائبه، مادورو، الرئاسة في حالة عجزه أو وفاته. أما زعيم المعارضة، هنريك كابريليس، الذي خسر الانتخابات في أكتوبر الماضي، فقد طالب الحكومة بأن ''تعمل ضمن واجبها الدستوري''، ودعت المعارضة إلى تولي رئيس البرلمان، ديوسدادو كابيلو، الرئاسة، وفقا لنص الدستور. يشار إلى أن نيكولاس مادورو هو نقابي سابق في الخمسين من العمر، عمل قبل ذلك سائق حافلة ومن أشد المدافعين عن سياسة شافيز ومعروف باعتداله وميله إلى المصالحة، وكان وزيرا للخارجية منذ 2006 وعينه شافيز نائبا للرئيس في أعقاب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وكان لشافيز مواقف جعلت له مكانا خاصا في الشارع العربي، حتى أنهم أطلقوا عليه رئيس الشعوب العربية، حيث دافع عن قضية فلسطين، وكان من بين الأوائل الذين دعوا إلى التحقيق في وفاة الرئيس ياسر عرفات، كما طرد السفير الإسرائيلي خلال العدوان على غزة. كما كانت له علاقات متينة مع الجزائر التي زارها 4 مرات، وكان في كل مرة يذكر الجميل الذي صنعته معه الجزائر في عز أزمة النفط خلال الإضراب الذي قادته نقابة عمال البترول في بلاده، التي كانت تطمح لإسقاطه نهاية 2002 ودام عدة أشهر، وأرسلت الجزائر في جانفي 2003 خبراء في البترول لإعادة تشغيل القطاع الذي كان متضررا بفعل الإضراب. وتعرضت خلالها سفارة الجزائر بكاركاس إلى هجوم بقنبلة احتجاجا على دعمها شافيز. وأطلق شافيز اسم الأمير عبد القادر على إحدى ساحات العاصمة كاركاس. وأعرب حلفاء شافيز عبر العالم عن تأثرهم لوفاته وبأنهم خسروا صديقا كبيرا، في حين أعربت الولاياتالمتحدة عن التزامها بالسياسات ''الداعية لتعزيز المبادئ الديمقراطية، وحكم القانون واحترام حقوق الإنسان''. بوتفليقة يعزي الشعب الفنزويلي ''الجزائر تكبر انخراط شافيز في الكفاح العالمي'' أشاد رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، بالكفاح الذي خاضه الرئيس الفنزويلي الراحل هيغو شافيز، مشيرا إلى أنه ''من هذا الباب سيسم إلى الأبد بميسمه تاريخ بلاده بل تاريخ أمريكا اللاتينية قاطبة''. وقال رئيس الجمهورية في برقية تعزية بعث بها إلى رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية بالنيابة السيد نيكولاس مادورو: ''لقد قاوم هيغو شافيز إلى آخر رمق مثلما فعل دائما من أجل أفكاره، وهذا من منطلق قناعته بأن مصيره يتعدى شخصه. إن ما يقع على عاتقنا من واجب التجلة لروحه يشمل كذلك، ذلكم الكفاح الذي خاضته أمة بأكملها كان هو لسان حالها وضميرها على خطى سيمون بوليفار، وهو من هذا الباب سيسم إلى الأبد بميسمه تاريخ بلاده بل تاريخ أمريكا اللاتينية قاطبة''. وأضاف الرئيس بوتفليقة: ''لقد تلقيت نبأ وفاة صديقي هيغو رفائيل شافيز فرياس ببالغ الحزن والأسى. إنني إذ أتوجه باسم الشعب الجزائري إلى أسرته وذويه والى الشعب الفنزويلي بأحر عبارات التعازي، أود أن أعرب عن إكبارنا لانخراط هيغو شافيز في الكفاح العالمي من أجل الدفاع عن كرامة الشعوب وسيادتها وحقها في الانعتاق''.