وصل وفد من وزارة الشؤون الخارجية، قبل أيام، إلى العراق لبحث ملف المساجين الجزائريين المعتقلين منذ سنوات في السجون العراقية، والتمهيد للتوقيع على اتفاقية تبادل السجناء والمطلوبين والتعاون القضائي بين الجزائر والعراق، كما تمكن الوفد من زيارة المساجين والاطلاع على ظروف اعتقالهم. أفاد مصدر دبلوماسي ل''الخبر'' أن الوفد الجزائري التقى مسؤولين في الحكومة العراقية، بينهم وزير العدل، حسن الشمري، ووزير الخارجية، هوشيار زيباري، الذي بحث معه مسألة ترقية العلاقات الدبلوماسية والتشاور السياسي. كما تم ترتيب زيارة للوفد الجزائري إلى السجون العراقية التي يتواجد بها المساجين الجزائريون في بغداد والناصرية. وأكد نفس المصدر أن الوفد الجزائري حصل على نسخ من الملفات القضائية للمساجين الجزائريين، والتحقيقات التي أجرتها بشأنهم السلطات القضائية والأمنية العراقية. وتوضح هذه الملفات ظروف اعتقالهم وملابسات الأحكام القضائية الصادرة في حقهم. وأضاف نفس المصدر الدبلوماسي أن السفير العراقي في الجزائر، عدي الله الخير الله، رافق وفد الخارجية الجزائرية في زيارته إلى بغداد، حرصا على إنجاح الزيارة وتجاوز حالة التوتر السياسي بين البلدين، التي أعقبت إقدام السلطات العراقية على إعدام السجين الجزائري عبد الله بلهادي في العاشر أكتوبر الماضي. ونقلت وكالة الأنباء العراقية أن وزير العدل، حسن الشمري، أكد خلال استقباله، أمس الثلاثاء، وفد الخارجية الجزائرية، أن ''عدد السجناء الجزائريين الموجودين في سجون الوزارة يبلغ 11 سجينا، بعضهم محكوم عليهم، وبعضهم في حالة إيقاف لم تتم محاكمتهم، ويتوزعون على سجون بغداد ومحافظات أخرى''. وأعلن الوزير العراقي أن ''الوفد الجزائري متاح له زيارة المساجين الجزائريين في سجون الوزارة والاطلاع على وضع رعاياهم فيها''. وأضاف أن ''الحكومة العراقية تسعى لتنظيم العلاقات القانونية الخاصة بتبادل السجناء مع الجزائر، ومع كافة الدول العربية والأجنبية، بما يسهم في تعزيز معايير حقوق الإنسان''. وقال وزير العدل العراقي ''إن الحكومة العراقية مستعدة لعقد اتفاقية تبادل السجناء مع الجزائر، كما غيرها من الدول العربية، من شأنها أن تؤسس لعلاقات مستقرة مع الجزائر''. وأضاف نفس المصدر أن ''الوفد الجزائري عبر من جانبه عن نية الحكومة الجزائرية في بناء علاقات سياسية بين البلدين بهدف تعزيز التعاون في جميع المجالات السياسية والقانونية، وأعلن موافقة الجزائر على ''توقيع اتفاقية تبادل السجناء ستكون باكورة التعاون والانفتاح الدبلوماسي، بعد الخطوة الأولى المتعلقة بإعادة فتح السفارة الجزائرية في بغداد''. وتعد هذه أول زيارة لوفد رسمي جزائري إلى المساجين الجزائريين في العراق، بعد نداءات عديدة وجهها هؤلاء إلى السلطات لإنقاذهم من جحيم السجون العراقية، وتزامنت مع إعادة فتح الجزائر لسفارتها في بغداد واعتماد عبد القادر بن شاعة كسفير جزائري جديد في العراق. ويتوقع أن تحسم هذه الزيارة مسألة المساجين الجزائريين المعتقلين في العراق والمحكوم عليهم بالسجن لفترات متباينة بين 10 إلى 15 سنة، بتهم الانتماء إلى مجموعات مسلحة، وكان مقررا أن يزور وفد وزارة الخارجية العراق في 25 فيفري الماضي، لكن الزيارة تأجلت بأسبوع بطلب من الطرف العراقي لترتيب الزيارة بشكل أفضل.