عاشت مختلف مدن ولايات الجنوب، نهار أمس، حالة احتقان اجتماعي ميزته مسيرات احتجاجية للبطالين وتظاهر المئات من المقصين من السكن، أسفرت، حسب تقارير مراسلينا، عن إصابة العشرات بجروح واختناقات نتيجة دخان الغاز المسيل للدموع. وتجددت هذه الأحداث على الرغم من تعليمات الوزير الأول، عبد المالك سلال، لولاة الجنوب بالتعاطي بإيجابية وهدوء مع انشغالات السكان، واعتماد أقصى درجات الإنصاف في النظر في ملفات طالبي الشغل والسكن. توزيع 680 مسكن يحدث انتفاضة بورقلة جرحى وموقوفون وتخريب مقرات عمومية تحوّلت ساحة بلدية ورفلة إلى مسرح للأحداث، عقب اشتباكات وقعت بين قوات الشرطة والمئات من المحتجين الذين حاولوا اقتحام مقر البلدية، صباح أمس، بعد ساعات من إعلان قائمة المستفيدين من 680 مسكن اجتماعي. انتقلت احتجاجات طالبي السكن، مساء أمس، إلى أمام مقر أمن ولاية ورفلة للمطالبة بالإفراج عن الموقوفين الذي قدّر عددهم بأكثر من 25 وكذا إلى مقر الولاية، للمطالبة بالتحقيق في طريقة اختيار المستفيدين من السكن. وأغلق المحتجون عدة طرق رئيسية وتوقفت الحركة التجارية، بعد أن استعملت الوحدات الجمهورية للأمن الهراوات والغاز المسيل للدموع بكثافة، لتفريق مئات المحتجين الذين حاولوا اقتحام مقري بلدية ودائرة ورفلة، على خلفية رفضهم لقائمة المستفيدين من 680 مسكن اجتماعي. وقد بدأت الأحداث، صباح أمس، مباشرة بعد إعلان قائمة المستفيدين من السكن، حيث بدأ المقصون في التجمع حتى فاق عددهم ألفي شخص وبدأت الأعصاب تتوتر ساعة بعد أخرى، خاصة بعدما رفض المسؤولون الحديث معهم، وقرروا اقتحام مقري البلدية والدائرة. وقد أفرزت الاحتجاجات وقوع ما لا يقل عن 40 جريحا، منهم 22 في صفوف الأمن، بعد رشقهم بالحجارة. وقد اتهم المحتجون الشرطة باستعمال الرصاص المطاطي وإطلاق عيارات نارية في الهواء، بينما نفى متحدث من أمن ولاية ورفلة بشدة هذه الاتهامات، وأكد أن الشرطة تعاملت بمنتهى درجات ضبط النفس واستعملت القوة للدفاع عن المقرات العمومية التي كانت عرضة للتخريب على حد وصفه، وأشار إلى أنه من بين الموقوفين شباب لا صلة لهم بطلبات السكن. وأكدت مصادر طبية وجود جرحى مصابين بكسور وجروح متوسطة بين المحتجين وقوات الشرطة، وهناك حالات اختناق حادة بفعل استعمال القنابل المسيلة للدموع بكثافة، بعد حرق وتحطيم مقر الدائرة وسيارة خاصة من طرف المحتجين الغاضبين. ويأتي هذا الاحتجاج على ما سماه المحتجون بالتلاعب في طريقة توزيع السكنات، حيث ضمت القائمة 680 مستفيد فقط، وهو ما أثار غضبهم الشديد، خاصة أن الجهات المعنية تلقت أزيد من 31 ألف طلب تمت دراستها، ضمت أزيد من 900 سكن إيجاري و1000 مسكن هش، في انتظار الإفراج عن قائمة المستفيدين من البناء الهش والتي قدرت ب700 مسكن في الأيام القليلة المقبلة. وقد انتشرت الاحتجاجات، عشية أمس، إلى مناطق أخرى في ورفلة مثل سوق الحجر وساحة الشهداء، وعبّر المحتجون عن استيائهم ورفضهم القاطع لهذه القائمة، حيث قاموا بغلق عدة طرقات بالحجارة والمتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية وعزلوا مقرات ولاية ودائرة ورفلة بعد غلق الطرق المؤدية إليها، ما أدى إلى حدوث شلل تام في حركة المرور. كما تم تحطيم الواجهة الأمامية لبنك التوفير والاحتياط الموجود بسوق الحجر، وقد منع المتظاهرون أعوان الحماية المدنية من التدخل في بعض المواقع.