شاهدت الجماهير الرياضية الجزائرية الطريقة ''القاسية'' التي أقصيت بها تشكيلة شبيبة بجاية في الدور ثمن النهائي، المؤهل لدور المجموعات من منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي، الفائز بنتيجة هدف دون رد في ملعب رادس. أجمع كل من تابع المباراة على أن أشبال المدرب الإيطالي سوليناس لم ينهزموا على يد المنافس التونسي، وإنما هزمهم الحكم الغيني ياكوبا كايتا، هذا الأخير كان ''رجل المهزلة'' التي شهدها ملعب مصطفى تشاكير بالبليدة قبل ثلاث سنوات من الآن، عندما كان منحازا لصالح الفريق الرواندي على حساب المنتخب الجزائري، حيث حرم الحكم ياكوبا شبيبة بجاية من دخول التاريخ والتأهل إلى دور المجموعات بسبب قراراته الجائرة، بداية من الدقيقة الثالثة، عندما حرم المهاجم دراف من ضربة جزاء شرعية، بالإضافة إلى عدم إشهاره البطاقة الحمراء ضد مدافع الترجي الذوادي، من دون نسيان البطاقات الصفراء المجانية في وجه لاعبي الشبيبة، مع طرد المدرب سوليناس من كرسي البدلاء بعد احتجاجه القانوني. وليست شبيبة بجاية وحدها ضحية التحكيم الإفريقي السيئ، بل عانى وفاق سطيف أيضا من الحكم التشادي أداما كوربيي في مباراة الذهاب أمام ليوبارد الكونغولي، بدليل إعلانه عن ضربة جزاء وهمية في الوقت بدل الضائع.. وبتعدد الحالات، باتت الأندية الجزائرية في المنافسات الإفريقية، ضحية تعيينات الحكام من قبل المسؤول الأول على التحكيم في الكونفدرالية الإفريقية، التونسي طارق بوشماوي، هذا الأخير الذي لم يمارس التحكيم ولم يرفع الصافرة ولو مرة في حياته، وهو ما يدل على أن القارة السمراء لم يحن بعد وقت تطورها في كرة القدم. يقيم في فيلا فخمة بمصر ومعروف عن عائلته حب الترجي ينحدر التونسي طارق بوشماوي من منطقة في تونس اسمها بوشمة في ولاية قابس الجنوبية، ومعروف عنه حبه ''الجنوني'' لألوان الترجي، مثله مثل أفراد عائلته الذين يعدّون مسيّرين في هذا النادي التونسي العريق، وتم تعيينه مع نهاية شهر ماي 2011 من قبل رئيس ''الكاف'' الكاميروني عيسى حياتو على رأس لجنة تعيينات الحكلم في هذه الهيئة الكروية الافريقية. حيث ومباشرة بعد تقلّده لهذا المنصب الهام، بات شغله الأول خدمة مصالح منتخب بلاده تونس والأندية المشاركة في المنافسات القارية، إضافة إلى تقديمه أيضا في أكثر من مناسبة خدمات ''جليلة'' للمنتخب المصري وأنديته، لأنه يقيم في حي راق بالعاصمة المصرية القاهرة، ولا يزال الجميع يتذكّر ما قام به طارق بوشماوي في كأس أمم إفريقيا الأخيرة عندما عين الحكم دانيال بينيت في مباراة منتخب تونس أمام منتخب الطوغو لحساب الجولة الأخيرة من المجموعة الرابعة، حيث كان هذا الحكم بمثابة لاعب في منتخب ''نسور قرطاج'' بسبب قراراته الغريبة وإعلانه لضربتي جزاء ''مشكوك فيهما''، مع تغاضيه الإعلان عن مخالفات حقيقية لصالح الطوغو. والأكثر من هذا، فإن التونسي بوشماوي قام بتعيين حكم من بلده تونس سليم الجديدي في مباراة نصف النهائي بين منتخب نيجيريا أمام بوركينافاسو. حيث وبالرغم من ضعف مستوى هذا الحكم، غير أنه تم تعيينه في مباراة مهمة حتى يكتسب شهرة دولية، إلا أنه كان خارج الإطار وكان محل سخرية من قبل الجميع، بسبب الوجه الضعيف في إدارته لهذه المباراة. تصريحات رشيد رجراج تكشف الحقائق المخفية وكان المدير الرياضي لشبيبة بجاية، رشيد رجراج، أشد المتأثّرين لإقصاء فريقه أمام الترجي التونسي، حيث قال ل''الخبر''، أمس، إن الحكم الغيني ياكوبا كايتا ''يستحق الضرب''، بسبب قراراته الجائرة في حق فريقه. والأكثر من هذا، فإن رجراج أكد أن فريقه لم يجد المساندة القوية من قبل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عند تعيين الحكم ياكوبا كايتا، وهو ما يؤكد بأن شبيبة بجاية تقدمت لدى هيئة راوراوة باعتراض على تعيين هذا الحكم المعروف عند الجزائريين بأنه إنسان ''مشبوه'' ويتلقى الرشاوي، ولكن ''الفاف'' لم تحرك ساكنا وكأن الأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد. والظاهر أن تواجد الجزائري محمد راوراوة عضوا تنفيذيا في الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ''الكاف''، وعضوا أيضا في المكتب التنفيذي للفيفا، لا فائدة منه بالنسبة للأندية الجزائرية، وهذا لأنه لا يقوم بواجبه تجاهها من خلال حمايتها من ''ظلم الحكام'' ومؤامرات الفرق الإفريقية ضد الأندية الجزائرية، حيث تأكد الجميع الآن بأن راوراوة يخدم ''مصالحه الشخصية'' بالدرجة الأولى، ولا يشغله على الإطلاق ما يحصل للأندية الجزائرية، لأن هذا الشخص مقتنع بتدعيم صفوف المنتخب الوطني الأول بلاعبين مغتربين مقابل مبالغ مالية من ''ريع البترول''، دون الاهتمام بتطوير مستوى ''اللاعب المحلي''، ولن يكون ذلك إلا من خلال بلوغ أدوار متقدمة من المنافسات الإفريقية. يكرم أصدقاءه برحلات إفريقية وكما يعلمه الجميع، فإن الإتحادية الجزائرية تختار ممثلا عنها كي يكون إلى جانب الأندية الجزائرية عندما تلعب المباريات القارية في مختلف البلدان الإفريقية، وهذا حتى يكون هؤلاء الممثلون بمثابة ''السند القانوني'' لهذه الفرق والدفاع عن مصالحها في الاجتماعات التقنية مع الفرق المنافسة، ومن المفروض أيضا إلمام الممثلين الجزائريين بجميع القوانين المتعارف عليها، سواء القارية أو الدولية. ولكن الذي سجلناه، هو أن راوراوة دائما ما يختار أصدقاءه المقربين للاستفادة من ''رحلات تكريمية''. الأندية تثور من ''الظلم'' وبات من الضروري على الأندية الجزائرية المشاركة مستقبلا في مختلف المنافسات الإفريقية، الدفاع عن حقوقها بقوة وعدم السكوت مرة أخرى عن ''المظالم'' التي تتعرض لها من قبل الحكام الأفارقة بتآمر من مسؤولين في ''الكاف''، مع غض الإتحادية الجزائرية الطرف عما يحصل لها، لأن الأمر لا يعنيها. والسبب في ذلك، أن اللاعبين الشبان لشبيبة بجاية ووفاق سطيف لديهم الإمكانات الكافية التي تسمح لهم بالتأهل إلى دور المجموعات، لكنهم اصطدموا بفرق معروف عنها ''ترتيب المباريات'' عن طريق ''إرشاء الحكام''، ولا يتدخل الجانب الفني على الإطلاق في تحديد النتائج النهائية لكثير من المباريات.