المعازف الصاخبة والمزامير محرّمة عند الجمهور، بدليل الكتاب والسنّة، أمّا الكتاب فقوله تعالى: {واسْتَفْزِزْ مَن استطعتَ منهم بصَوتِك}. قال مجاهد هو الغناء والمزامير، وقوله سبحانه: {ومِن النّاس مَن يشتري لَهْوَ الحديث ليُضلّ عن سبيل الله بغير عِلم ويتّخذُها هُزُوًا أولئك لهم عذاب مُهين}. فقد سُئل الصّحابي عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، عن لهو الحديث المذكور في الآية، فقال: هو والله الغناء، وهو نفس قول ابن عبّاس ومجاهد وعِكرمة. ومن السنّة ما روي عن سهل بن سعد عن النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''يكون في أمّتي خَسف وقذف ومسخ، قيل يا رسول الله متى؟ قال: إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلَّت الخمر''. وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: الغناء يُنبِت النِّفاق في القلب كما يُنبت الماء البقل. فالسّماع إلى الغناء والموسيقى يورِثُ قساوة القلب، وإذا قسى قلب الإنسان، أعرَض عن ذِكر الله وعن القرآن، ومن المؤسف والمحزن حقًّا أن نرى شبابنا مولعًا بالسّماع إلى الأغاني في كلّ الأوقات، ويهجر القرآن الذي به حياة القلوب والأبدان. ولبعض العلماء كلام في الموضوع على أنّ حسنه حسن وقبيحه قبيح، وكذلك العزف فمنهم مَن أباح ما كان هادئًا يشبه الدف، على أن لا يشغُل المرء عن واجباته وعن قراءة القرآن والسّماع لمواعظ من شأنها تزكية النّفوس وطمأنة القلوب: {ألاَ بذِكر الله تَطمئِن القلوب}. أمّا مشاهدة المسلسلات والأفلام التي تتبرّج فيها النّساء وتكشَف فيه العورات ونحو ذلك من الأمور المحرّمة، فلا يجوز، لأنّ كلّ ما أدّى إلى الحرام فهو حرام، والنّظر إلى الصور الخليعة والهيئات المُخلّة بالحياء قد يؤدّي إلى الفاحشة وإلى الرّذيلة، وما تبثّه القنوات الفضائية الأجنبية، وحتّى العربية، يعتبر من أعظم وسائل التخريب والفساد الأخلاقي والديني والاجتماعي، ويحرم على المسلم أن يشاهد ما يُبَثّ فيها من أفلام ومسلسلات خليعة، تكشَف فيها العورات، ويُكفَر بالله جهارًا نهارًا، ويُستهزَأ بالدّين الإسلامي وأهلِه. وقد اتّخذ الكفّار هذه المسلسلات والأفلام، وحتّى أفلام الكرتون للأطفال، وسائل تبثّ من خلالها شمومًا تنخر كيان المجتمع الإسلامي وتُشغِل المسلمين بها، حتّى ينصرفوا عن التّفكير فيما يقوّيهم ويُرجع إليهم عزّتَهم. وعمومًا، فإنّ التلفزيون وسيلة لغاية ومقاصد، وحكمها بحسب ما يُبثّ فيها من برامج.. والله أعلَم.