الظهور ب"لوك جديد”، شعار ترفعه حواء عشية كل عيد فطر، حيث تقصد صالونات الحلاقة والتجميل بحثا عن آخر صيحات قصات الشعر أو صبغاته، فضلا عن تنظيف البشرة وإراحتها ب “الماسكات”، لتودّع المرأة شهرا كاملا من الإرهاق المنزلي مع مطبخ رمضان وكذا حلويات العيد، وتسترجع بذلك مظهرها الأنثوي حتى تستقبل الأقارب بأحلى حلة في العيد. تشهد قاعات الحلاقة إقبالا كبيرا من الزبونات، ابتداء من النصف الثاني من رمضان، وتبلغ الذروة في الثلاثة أيام الأخيرة التي تسبق عيد الفطر، وهو ما أكدته “مليكة” صاحبة محل حلاقة، في حين تمتلئ قاعة الحلاقة ب"صاحبات المهيبة” يومين بعده، ويكثر سؤالهن عن قصات الشعر الحديثة وتصفيفه وصبغ خصلاته. تمتلئ قاعات الحلاقة بنسوة من مختلف الأعمار، لا يقيّدهن لا الوقت ولا المسؤوليات المنتظرة، فالأهم لديهن هو الظفر بمظهر جميل ومتميز، “لذا تستمر ساعات عملنا أحيانا لغاية الثالثة صباحا، في السهرات التي تلي ليلة 27 من رمضان”. حتى أن إحدى المترددات على صالون الحلاقة والتجميل أصرت على الواحدة صباحا، أن تجري عملية عناية وتنظيف لوجهها، وما كان على صاحبته “كهينة”، إلا الرضوخ لطلبها رغم التعب، فالزبونات اعتدن الاعتناء بشعرهن في آخر لحظة، وبعضهن يصطحبن معهن أطفالهن “حيث تفوق أعداد المقبلات على الصالون في هاته الفترة المئة زبونة”. في حين تظل أسعار الحلاقة تراوح مكانها، كما أوضحت ليندة مالكة محل للتجميل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الزبونات، لا تترددن في دفع أي مبلغ، لذا يبحثن عن من يقدّم لهن تلك الخدمات حتى في صبيحة عيد الفطر. إرضاء للنفس والغير... غاية المترددات على قاعات الحلاقة السيدة حكيمة، من بين الزبونات الوفيات لصالونات الحلاقة، حيث تتردد على إحداها منذ سنوات عديدة، التقيناها بعد أن أنهت عملية قص وتصفيف شعرها استعدادا لاستقبال العيد بحلة جديدة، والذي اعتبرته أمرا لا مناص منه لكل سيدة “فالعناية بالمظهر ليست مناسباتية، بل مستمرة”. وهو نفس ما تقاسمته معها السيدة “ق. نورة” التي تعوّدت على تغيير شكلها من حين إلى آخر في سائر أيام السنة، وبالأخص عشية عيد الفطر الذي يمثل مناسبة لها للبروز في مظهر أنيق ومتناسق أمام عائلة زوجها وزملائها في العمل. أماالأجنبي “كاراك” الذي صادفناه بإحدى محلات الحلاقة المختلطة، فقد عوّده استقراره في الجزائر، على تجهيز نفسه لمناسبة العيد، بقصة شعر جديدة تظهر أناقته أمام عائلة زوجته ومعارفه.