اللجوء للعنف دليل على تخبط الحكومة المؤقتة وطرفي النزاع ماضون في التصعيد ما تعليقكم على لجوء السلطات المصرية للحل الأمني من أجل فض اعتصامات رابعة والنهضة؟ هذا الحل غير مجد وسيصعد الأمور كثيرا، ولا أراه الحل الأمثل، وهذا دليل على أن الحكومة تتخبط والوضع يتصاعد من الطرفين، من ناحية قوات الأمن وكذا جماعة الإخوان المسلمين، وأعتقد أن استخدام الحل الأمني يصب في مصلحة الجماعة التي كسبت مجددا تعاطفا شعبيا كبيرا لدى شريحة عريضة من المواطنين والأئمة والعلماء. لكن هناك شريحة من المواطنين طالبوا بضرورة فض الاعتصامات لما تشكله من تعطيل لمصالح المواطنين؟ أستغرب من هذا الكلام وأتساءل في نفس الوقت لماذا لم تتم الدعوة أو طلب تفويض من الشعب لإنهاء اعتصام القوى الثورية أثناء ثورة الخامس والعشرين جانفي، على اعتبار أن ميدان التحرير منطقة في غاية الأهمية والحيوية، ولا يزال إلى الآن مغلقا بأمر من مجموعة من البلطجية يعدون على أصابع اليد الواحدة، ولم تطالب أي جهة بفضه، وأريد أن أشير إلى أن حديث بعض وسائل الإعلام عن رفض وامتعاض أهالي مدينة نصر لاعتصام رابعة العدوية، أمر مبالغ فيه. وكيف ترون موقف الأزهر الشريف الذي أكد عدم علمه بموعد فض الاعتصامين؟ الأزهر الشريف عليه جانب من المسؤولية في هذه الدماء، بمشاركته في هذه المهزلة والمسرحية، وتوجهه مخز وغير مسؤول، وكنا ننتظر موقفا أكثر فعالية مع الواقع لهذا الصرح الإسلامي العريق، وأرى أن الأزهر الشريف لا يريد إنهاء الأزمة، فهل يعقل أن يعتكف شيخ الأزهر في بيته في خضم هذه الأحداث الدموية المؤسفة، ولم يكن له موقف مشرف في أحداث مجزرتي دار الحرس الجمهوري والمنصة بالقرب من ميدان رابعة العدوية، وأتساءل إن لم يتدخل الأزهر في هذه الأوقات متى سيتكلم؟ هل ينتظر تصفية جميع المسلمين؟! لكننا نأمل أن تأخذ هذه المؤسسة الإسلامية موقعها ليوجه قادة الأمة ويحثهم على حركة الدماء. وماذا عن قرار الرئيس المؤقت بفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال ببعض المحافظات؟ هذا القرار كان متوقعا وكل ما كنا نسمعه عن الديمقراطية ذهب إلى مزبلة التاريخ، لقد قضي الأمر وانقلبت الأمور، وعدنا فعليا إلى دولة العسكر والقبضة الحديدية، التي ستكون بالحديد والنار وأشد من عهد مبارك وعبد الناصر، والهدف من هذا القرار أيضا، في اعتقادي، عودة أمن الدولة الذي عاد يعمل بكامل طاقاته، وأتوقع بأن الوضع سيكون من سيئ إلى أسوأ. وما مصير الإخوان في نظركم؟ الإخوان سيدخلون الجحور مرة أخرى وستعود جماعة محظورة مثلما كانت، وكل من ينتمي لهذا التنظيم سيعتبر مخالفا للقانون، ويتم حبس واعتقال قياداتهم. هناك من يتحدث عن حرب أهلية وشيكة في مصر، هل تؤيدون هذا الرأي؟ لا أظن أن البلاد ستنجر إلى حرب أهلية، لأن العسكر يدير شؤون البلاد بقبضة حديدية ولن يسمح بذلك، وأتمنى أن يقوم الحكماء والعقلاء من السياسيين بتوجيه قيادات المجلس العسكري لإيقاف المناظر البشعة التي لطخت صورة مصر، بلد الأزهر والإسلام وليس أفغانستان.