رفض عبد الرحمن بلعياط، المنسق السابق للمكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، أن يفسر تنحيته من قيادة الأفالان بشكل ”غير قانوني”، بأن سببها خصومة مع الرئيس بوتفليقة، قائلا إن ”العكس هو الصحيح... لقد قلت وكررت إنه إذا كانت صحة الرئيس تسمح وله نية، فهو مرشحنا”. ونعت بلعياط تغليب قرار محكمة إدارية على مجلس الدولة في قضية اللجنة المركزية الأخيرة، ب”الجنون”. يؤمن عبد الرحمن بلعياط، المنسق السابق للمكتب السياسي للأفالان، أن الصراع على قيادة الحزب التي آلت إلى عمار سعداني ”ليست أمرا منتهيا، لأنه في السياسة لا يوجد شيء اسمه خسارة نهائية”. وأصر بلعياط، أمس، في فوروم يومية ”ليبرتي” على اعتبار أن الإدارة الجزائرية ”رخصت لشخصين من الأفالان بعقد لجنة مركزية بشكل متعارض تماما مع قوانين الجمهورية، وحتى القانون الداخلي للجبهة”، موضحا أن ”القيادة الشرعية لها ثقة في عدالة بلادها وهي تترقب القرار الفصل من مجلس الدولة، الذي سيكون انتصارا للعدالة وللإدارة الجزائرية أيضا”. وأبدى عبد الرحمن بلعياط رفضا قاطعا إزاء ما يساق من تحليلات، أن الرئيس بوتفليقة نفسه من شجع تنحيته من قيادة الحزب، قائلا في رد على سؤال ”لماذا عاقبكم بوتفليقة؟”، إن ”العكس هو الصحيح، من يقول أنا ضد بوتفليقة فهو عاجز عن التحليل الصائب وهذا كلام أؤكده وأكرره”، وتابع يقول ”ثم لماذا يقولون إن الرئيس أتى بوزراء جدد من خصومي، هذا أيضا غير صحيح.. فلماذا إذن أبعد موسى بن حمادي وهو صديق سعداني؟ وحتى الوزير الجديد للأشغال العمومية كان من بين المستشارين الذين عملوا تحت وصايتي في مرحلة ما”. وينفي بلعياط أيضا خصومته مع عمار سعداني نفسه قائلا: ”من صوّتوا لسعداني ليسوا خصوما لنا، لأن قضيتنا اليوم مع القانون وليست مع أحد آخر”. وشرح أيضا ”كنا واضحين في مسألة ترشيح بوتفليقة، إذا سمحت صحته وأبدى هو نية لذلك، فلا يمكن استبدال الرئيس الحالي في ظروف غير هذه، وإن تم فلن يكون الاستبدال بشخصية ضعيفة ولا تملك تجربة”. وأجاب بلعياط الذي حضر الفوروم مرفقا بعبد الكريم عبادة وقاسة عيسى ومحمد بورزام، أن القيادة السابقة للأفالان لن تقبل بالأمر الواقع قائلا ”لن نرضخ”، وقد كان هذا رده على سؤال حول رأيه في تعيين الطيب لوح وزيرا للعدل وما يعنيه ذلك من إمكانية فرض قرارات على قضاة مجلس الدولة، وذكر ”في اعتقادي إن مجلس الدولة لن يسكت على إهانة القضاء”، ولفت أن ”أي قرار من المجلس لصالحنا سيكون تاريخيا في صالح الأفالان والقضاء وسيضع حدا لمسار إضعاف جبهة التحرير الوطني”. وشرح عبد الرحمن بعلياط بعض ظروف إجراء دورة اللجنة المركزية التي زكت عمار سعداني أمينا عاما للحزب، في ال29 أوت الماضي، ”كانت لي صلاحية دعوة اللجنة المركزية ولم أفعل خشية أن يزيد انقسام الحزب. واليوم وبعد تلك الدورة غير القانونية، فإن الحزب مقسم بشكل غير مسبوق في تاريخه”، ف”الإدارة سمحت بأن يضرب القانون عرض الحائط بعقد دورة خارج القانون والنظم الداخلية ودون محضر قضائي”، لافتا أن ”إدارة فندق الرياض بدورها تعرضت إما لضغوط أو ترهيب، فعادت ورفضت الحجز الذي قمنا به عشية علمنا بقرار الإدارة”.