شهد العراق، اليوم، موجة هجمات انتحارية استهدفت مدرسة ومركزًا للشرطة في شمال البلاد حيث قتل 15 شخصًا، وزوارًا شيعة في بغداد قتل منهم تسعة، في حلقة جديدة من مسلسل العنف الطائفي المتنقل. وجاءت هذه الهجمات بعد ساعات قليلة من مقتل 49 زائرًا شيعيًا عندما فجَّر انتحاري نفسه بين مجموعة من الزوار كانوا يتوجهون مساء السبت نحو مرقد الإمام محمد الجواد في شمال بغداد عشية ذكرى وفاته.وتشكل هذه الهجمات امتدادًا لمسلسل العنف الطائفي المتصاعد بين السنة والشيعة، في بلاد عاشت بين عامي 2006 و2008 نزاعًا طائفيًا داميًا بين الجانبين قُتل فيه الآلاف وشهد موجة تهجير داخلي كبيرة.وطالب أسامة النجيفي، رئيس مجلس النواب العراقي "الحكومة وأجهزتها الأمنية بضرورة إيلاء حماية الشعب أهمية قصوى، وأخذ الأمور على محمل الجد وعدم الاختباء خلف ستار الصمت وكأن الأمر لا يعنيهم".وفي تفاصيل هجمات اليوم، قال ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية إن "تسعة أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب 20 آخرون بجروح في هجوم انتحاري استهدف مدنيين قرب الأعظمية في شمال بغداد".وفي وقت سابق، هاجم انتحاريان مدرسة ابتدائية ومركزًا للشرطة في قضاء تلعفر في محافظة نينوى شمال العراق.وقال قائمقام تلعفر، عبد العال عباس إن "انتحاريين يقودان سيارتين مفخختين فجرا نفسيهما بفارق زمني ضئيل عند مركز للشرطة ومدرسة ابتدائية في قرية القبك".وأضاف أن الهجوم "أسفر عن مقتل عشرة أطفال وخمسة من عناصر الشرطة وإصابة 44 آخرين".وذكر عباس أن "الانتحاري الأول اقتحم مركز الشرطة في قرية القبك، وبعد مرور دقائق، اقتحم انتحاري يقود شاحنة كبيرة مدرسة ابتدائية مجاورة للمركز وفجَّر نفسه".وأكد أن "عشرات الأطفال لا يزالون تحت أنقاض السقوف التي انهارت بالكامل عليهم"، مشيرًا إلى أن "جميع الأجهزة الأمنية في حالة استنفار لأننا نشهد أبشع جريمة تمر على العراق".وتلقى نحو 20 من جرحى هذا الهجوم العلاج في أحد مستشفيات محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، وقد توفي ثلاثة منهم جميعهم أطفال، بحسب ما أفاد مدير إعلام صحة دهوك حمزة رزيكي.وفي هجمات أخرى، اليوم، أفاد مصدر أمني في كركوك (شمال بغداد) أن عبوتين ناسفتين انفجرتا مساء في شرق المدينة المتنازع عليها وأدتا إلى مقتل عنصر أمن كردي وإصابة آخر بجروح.كما قُتل شخصان وأُصيب عشرة بجروح بانفجار عبوة ناسفة قرب حسينية في منطقة بغداد الجديدة.