شرع قطاع السياحة في البحث عن أسواق داخلية بديلة لإعادة الحيوية للقطاع بعد تراجع الإقبال من طرف الأجانب والركود الذي عرفته السياحة الصحراوية من جهة، وعزوف العائلات عن زيارة بعض المراكز الحموية خلال هذه الفترة من جهة أخرى. وتسعى الجهات القائمة على القطاع إلى استهداف أكبر قدر ممكن من الخدمات الاجتماعية للمؤسسات الكبيرة للدولة، والتي اعتبرها وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد أمين حاج سعيد “أساسية” لبعث السياحة الداخلية من خلال وضع المنتوج السياحي الداخلي في متناول يد المواطن الجزائري من جهة، والاستثمار في هياكل الاستقبال والاستجمام من جهة أخرى. ووجّه الوزير لدى إشرافه على توقيع اتفاقية شراكة بين مؤسسة الديوان الوطني الجزائري للسياحة وصندوق الخدمات الاجتماعية والثقافية لعمال الصناعات الكهربائية والغازية التابع لمؤسسة سونلغاز أول أمس، دعوة لممثلي ومسؤولي الهيئات العمومية “من أجل بناء شراكة مع الفاعلين في القطاع السياحي لمصلحة السائح الجزائري”. وتعتبر فترة نهاية السنة والعطلة الشتوية فرصة من أجل إعادة إحياء القطاع عقب التطورات الأمنية في الصحراء وانعكاسات الحرب في مالي التي ظهرت كطرف في المعادلة، الأمر الذي أدى إلى امتناع السياح الأجانب عن زيارة البلاد ومنع دخولهم إلى الجنوب الكبير، حيث صرح الوزير عقب التوقيع على الاتفاقية “ستسمح هذه الحركية للقطاع لوكالات الأسفار والفاعلين الآخرين بالجنوب بمجابهة الأوضاع المتقلبة الخارجة عن إرادتنا، وهذا من شأنه تعزيز عامل المقاومة لدى سياحتنا الوطنية”. ويرى الوزير أن هذا النوع من الشراكة يتيح للعائلات الاستفادة من الإقامات السياحية التي من شأنها غرس الثقافة السياحية لدى الأطفال والشباب، إلا أن هذه الفئة من العائلات كانت قد أبدت استياءها في لقائها مع “الخبر” من الأسعار “المرتفعة” مقارنة مع الخدمات المقدمة في إطار الرحلات السياحية، ويستفيد رب العائلة العامل بإحدى مؤسسة الدولة أو المرأة العاملة بها من تخفيضات على أسعار التذاكر والإقامة، إلا أنه سيكون مجبرا في المقابل على دفع القيمة المالية الكاملة لزوجته وأبنائه إن رغب في اصطحابهم معه في الرحلة مقابل خدمات متواضعة، وهو ما يجعل العملية غير موجهة بصفة تامة للعائلات وفق ما صرح به مستفيدون سابقون بإحدى المؤسسات العمومية ل “الخبر”. ووقع الديوان الوطني للسياحة مع مؤسسات سوناطراك وسونلغاز ووزارة التربية اتفاقيات لاستفادة 900 عامل من رحلات سياحية نحو الجنوب، في حين ينتظر الشروع في تجسيد الاتفاقيات الموقعة مع وزارة الموارد المائية ووزارة البريد والتكنولوجيات الإعلام والاتصال.