اختار رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمّد روراوة اسما كبيرا في عالم التدريب من أجل إحراج المدرّب الوطني الحالي وحيد حاليلوزيتش، وفضّل رئيس "الفاف" هذه المرة تغيير خطته باستبعاد المواجهة العلنية عبر وسائل الإعلام مع المدرّب البوسني ل "الخضر" وتفضيل "الحرب الباردة" المبنية على الإعلان على تسريب أسماء "ثقيلة" لوسائل الإعلام الجزائرية على أن أحد منها خليفة المدرّب الوطني الحالي. لم يكن أحد من أعضاء المكتب الفدرالي ل”الفاف” يعلم بأن محمّد روراوة تحادث مع المدرّب الإيطالي جيوفاني تراباتوني، وتم التأكيد على أن رئيس الاتحادية التقى، أول أمس، المدرّب الإيطالي وعرض عليه تدريب المنتخب الجزائري، دون تقديم تفاصيل أخرى، ما جعل عددا من المقربين من رئيس الاتحادية يؤكدون بأن روراوة قرر الردّ بطريقته على حاليلوزيتش من خلال مباشرة المفاوضات مع المدرّبين لتعيين خليفته في الأيام القليلة المقبلة. وفي ذات السياق، كشف مصدر ل”الخبر” بأن جيوفاني تراباتوني هو الأقرب لخلافة وحيد حاليلوزيتش بعد مونديال البرازيل، غير أن احتمال تواجد المدرّب الإيطالي على رأس المنتخب الجزائري خلال نهائيات كأس العالم وارد أيضا، حيث كشف ذات المصدر أن رئيس الاتحادية يحضّر على نار هادئة خطّة ”التخلّص” من المدرّب البوسني، من خلال دفعه إلى رمي المنشفة خلال الأيام المقبلة، حين يتم تسريب الأسماء الثقيلة المرشحة لخلافته، وهي رسالة ضمنية من رئيس ”الفاف” للمدرّب حاليلوزيتش على أنه غير مصنّف ضمن قائمة ”كبار المدربين” في العالم وبأن اسم جيوفاني تراباتوني كفيل بجعل الجمهور الجزائري، الذي قال عنه حاليلوزيتش إنه يحبّه، قادر على طي صفحته ونسيانه نهائيا. وأسرّ مصدرنا بأن رئيس الاتحادية لا يريد تعويض حاليلوزيتش ماليا في حال فسخ عقده من طرف واحد، كون ذلك سيكلّف خزينة ”الفاف” نحو 600 ألف أورو تمثل رواتب ستة أشهر على الأقل، حيث يراهن روراوة على إقدام المدرّب حاليلوزيتش على الرحيل بالاتفاق على طلاق بالتراضي لا يكلّف خزينة ”الفاف” الكثير. كما يحرص الرئيس محمّد روراوة الذي تنقل، أمس، إلى جنوب إفريقيا عبر باريس على امتصاص غضب الشارع في حال تنحية حاليلوزيتش الذي اقترن اسمه بتأهّل المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس العالم، ولن يكون ذلك، حسب قناعة روراوة، سوى بانتداب اسم كبير في عالم التدريب لم يشهد للمنتخب الوطني مثله من قبل. ”سكاي سبور” تحدثت عن كل العروض سوى عن العرض الجزائري التفاوض مع جيوفاني تراباتوني الذي استقال من تدريب منتخب أيرلندا الشمالية، حين فشل في تأهيل المنتخب إلى مونديال البرازيل، لا يعني بالضرورة بأن التقني الإيطالي سيشرف رسميا على ”الخضر”، لأن تراباتوني لا يمنح الأفضلية لمنتخب متأهّل إلى المونديال حتى يجلس في كرسي الاحتياط في دورة البرازيل، بدليل أنه تفاوض مع منتخبين وفريقين أوروبيين خلال الأسبوع الأخير. وتلقى جيوفاني تراباتوني، أمس، عرضا رسميا من اتحادية الباراغواي لكرة القدم، إذ كشفت قناة ”سكاي سبور” الإيطالية بأن تراباتوني باشر المفاوضات مع الاتحادية الباراغوانية لكرة القدم، بينما سبق عرض البارغواي ثلاثة عروض أخرى للمدرّب الإيطالي الذي أشرف على المنتخب الأيرلندي من 2009 إلى 2013، وهي عرض اتحادية المكسيك لكرة القدم وعرضي فريقي هانوفر الألماني ولازيو روما الإيطالي. ولم تشر قناة ”سكاي سبور” الإيطالية وموقعي ”تي أم دابليو” و”فورزا إيطاليان فوتبول” أمس إلى عرض الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، رغم أن العرض الجزائري سبق بنحو 24 ساعة عرض الباراغواي. وأمام المنافسة الكبيرة لأقوى الأندية الأوروبية ومن منتخبين كبيرين، فإن عدم تحمّس تراباتوني صاحب ال74 سنة، للتواجد في المونديال، يجعل من الصعب الظفر بخدماته بعد المونديال، والميزان سيميل لمن يقنع التقني الإيطالي بمشروعه وبأهدافه وبالراتب الشهري والامتيازات.