من الواضح أن ثمة تبادل للأدوار بين رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم سيب بلاتر وأمينه العام جيروم فالكه بما يخّص الموعد الذي ستقام فيه نهائيات كأس العالم 2022 في قطر.لا شك أن هذا الامر لم يعد خافياً في ظل التصريحات المتتالية والتي كان آخرها إعلان فالكه أن مونديال قطر 2022 سيقام بين الفترة من 15 تشرين الاول إلى 15 كانون الثاني، قبل أن يتنصل الإتحاد الدولي عبر بيان رسمي من "ثرثرة" أمينه العام.في الحقيقة يخوض بلاتر وفريقه في الفيفا مواجهة "شدّ للحبال"مع الأعضاء الأوروبيين بشأن الموعد النهائي للمونديال، في ظل تشدد أوروبي حيال إقامته في فصل الصيف بسبب الحرارة المرتفعة، يترافق هذا الأمر مع إمتعاض من إعتبار فصل الشتاء الموعد الأمثل بسبب روزنامة البطولات في اوروبا.وإذا كان بيان النفي أشار إلى أنه لن يتم الاستعجال في عملية الاستشارات مع الأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل التي لها علاقة بعملية اتخاذ القرار استنادا إلى ما اتفق عليه في اجتماع اللجنة التنفيذية، فإن تصريحات فالكه ربما جاءت بمثابة "بالون إختبار"، لما سيكون عليه الموقف الاوروبي إزاء إقامة المونديال في فصل الشتاء.لكن ردة الفعل القوية التي صدرت عن الأورويين وفي مقدمتهم رئيس الإتحاد ميشال بلاتيني، توضح أن المشاورات بين أعضاء اللجنة التنفيذية ستأخذ أبعاداً حادة ربما يترتب عليها قرارات وإنقسامات من السابق لأوانه تحديد الأفق الذي يمكن أن تبلغه.تجدر الإشارة إلى أن الإتحاد الدولي لكرة القدم سيعلن عن التاريخ الرسمي لإقامة مونديال 2022 في كانون الاول 2014 خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية.في هذه الأثناء وعلى الرغم من أن قطر هي المعنية في الدرجة الاولى بموعد إقامة نهائيات كأس العالم، إلا أنها تلعب دور "الصامت الأكبر" وترفض الدخول في بازار التصريحات خشية التأثير السلبي على تحقيق الحلم.لكن المتابعين للملف القطري وحتى المعنيين به، يدركون أن الموعد النهائي لإقامة مونديال 2022 في أي شهر من هذا العام، لن يشكل أي مشكلة بالنسبة للدولة المضيفة الساعية لإظهار قدراتها التنظيمية والإدارية أكثر منها الفنية على أرض الملعب.لم يسبق أن شهد الإتحاد الدولي مثل تلك التجاذبات في السنوات الماضية، وربما سيكون ملف مونديال قطر عام 2022 بداية لملامح جديدة قد تشهدها الفيفا في الإنتخابات المقبلة قد يكون في مقدمتها إجراء تغيير كبير إبتداء من رأس الهرم، في ظل ما شهده العام الماضي من تجاذبات وتباينات ليس أولها المنشآت غير الجاهزة حتى الآن، وقبل خمسة أشهر على إقامة نهائيات كاس العالم في البرازيل، مروراً بما جرى حيال جائزة الكرة الذهبية وتصريحات بلاتر، وليس إنتهاء بقضية الفساد داخل الفيفا.يبقى القول أن القضية ستكون مفتوحة على مزيد من التجاذبات حتى موعد إنعقاد اللجنة التنفيذية نهاية هذا العام.