ولدت الفنانة القبائلية شريفة وردية بوشملال يوم 9 جانفي 1926، بقرية ”ايث حالة” ببلدية ”إلماين” بدوار ”أقبو” (برج بوعريريج حاليا). انتقلت للعيش عند خالها، عقب وفاة والدها، وهي في سن العاشرة. وفي العام 1943 غادرت قرية ”إلماين”، واستقرت بالجزائر العاصمة، حيث تعرفت على المطربة الشهيرة ”اللا يمينة” التي وضعتها على درب الغناء، والتي تنحدر من مدينة أقبو. بدأت شريفة الغناء فعليا سنة 1944 بالإذاعة وسرعان ما تربعت على عرش الأغنية القبائلية على مدى سنوات طويلة، فحققت نجاحات كبيرة في حسن الأداء وبلاغة معاني كلمات أغانيها مثل أغنية ”أزواو” التي أعاد غناءها المطرب إيدير، وأغنية ”سنيوا ديفنجالن”، ”أيا محند أمي”، ”الورد ايفيرس”، وغيرها من الأغاني الناجحة التي أعاد غناءها فنانون كبار. وحققت أغانيها شهرة كبيرة بسبب توغلها في مواضيع مرتبطة بمعاناتها الشخصية، وهو ما منحها كثيرا من الحساسية والشاعرية. توقفت عن الغناء خلال فترة نهاية السبعينيات، لكن سرعان ما عادت للساحة الفنية عند نهاية الثمانينيات، فتخصصت في أداء أغاني المديح الديني، وأصبحت إحدى المغنيات المفضلات لدى مستمعي القناة الإذاعية الثانية. تمكنت شريفة من الاحتفاظ بصوت غنائي مميز رغم تقدمها في السن، وحققت شهرة أكبر وهي في سن السبعين، بفضل ترسخ أغانيها في ذاكرة أجيال عديدة. انتقلت المرحومة للعيش في فرنسا، في مطلع تسعينيات القرن العشرين، وغنت بقاعة ”الأولمبيا” الشهيرة سنة 1993، و”الأوبيرا باستي” سنة 1994. وفي سنة 2012، قامت وزارة الثقافة بتنظيم تكريم خاص بالحاجة شريفة، حضرته عدة وجوه فنية. كما أصدرت الوزارة مجمل أغانيها التي تعدت سبعمائة أغنية.