ينزل ملايين الاشخاص في العالم اليوم الى الشوارع في مناسبة عيد العمل في اطار متوتر في بعض الاحيان مثلما في اسطنبول حيث وقعت صدامات بين متظاهرين والشرطة بعد سنة على موجة الاحتجاج التي شهدتها تركيا، واستخدمت الشرطة التركية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام الطوق الامني للدخول الى ساحة تقسيم في اسطنبول التي كانت مركز التظاهرات المناهضة للحكومة السنة الماضية. واكد مراسل وكالة فرانس برس انه بعد اعطاء انذار اخير، تحرك مئات عناصر شرطة مكافحة الشغب مستخدمين خراطيم المياه ضد المتظاهرين اثناء محاولتهم اقتحام الحواجز المؤدية الى ساحة تقسيم. وقد انتشر عشرات الاف عناصر الشرطة، بلغ عددهم 40 الفا بحسب وسائل الاعلام التركية، لمنع الوصول الى هذه الساحة. وفي موازاة ذلك، فان الاحتفالات بعيد العمل شهدت ايضا اضطرابات في كمبوديا حيث دعت النقابات الى التظاهر لدعم عمال قطاع النسيج الذين ينفذون اضرابا في منطقتين اقتصاديتين خاصتين قرب الحدود مع فيتنام، حيث ان غالبية العمال في هذا القطاع الذي يعتبر حيويا للاقتصاد الكمبودي ويوظف حوالى 650 الف شخص، يكسبون اقل من مئة دولار شهريا. واستخدمت الشرطة الكمبودية الهراوات والعصي لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا قرب منتزه الحرية في بنوم بنه الذي اغلق لمنع وصول معارضين لرئيس الوزراء هون سين الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما. وافاد مصور وكالة فرانس برس ان عدة اشخاص تعرضوا لضرب شديد. وقال رئيس اتحاد عمال صناعات النسيج اته ثورن "يجري الاستخفاف بحقوق العمال". ومن المرتقب تنظيم تظاهرات ايضا في اندونيسيا وماليزيا وفي مناطق اكثر تطورا في المنطقة مثل هونغ كونغ وسنغافورة وسيول او تايوان حيث يؤدي ارتفاع الاسعار ولا سيما اسعار السكن، الى زيادة التفاوت الاجتماعي. وفي اوروبا ستجري عدة مسيرات في مناسبة 1 ايار "اليوم العالمي للعمال" الذي اطلق اثناء تحرك من اجل خفض ساعات العمل في نهاية القرن التاسع عشر في الولاياتالمتحدة. اما في فرنسا تتظاهر النقابات تحت شعارات مختلفة في باريس، بعضها احتجاجا على خطة ادخار 50 مليار يورو التي اعلنها رئيس الوزراء مانويل فالس واخرى تحت شعار دعم اوروبا. وقبل اقل من شهر من الانتخابات الاوروبية، تعتزم الجبهة الوطنية ان تجعل من مسيرتها التقليدية "عرض قوة" لترسيخ تقدمها في استطلاعات الرأي التي تشير الى انها تحتل المركز الاول او الثاني على الخارطة السياسية في منافسة حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية. الى ذلك، ستنظم النقابات الروسية في موسكو مسيرات في الساحة الحمراء في تقليد يعود الى حقبة الاتحاد السوفياتي وياتي في اوج موجة من تشدد الحس الوطني لدى الروس بسبب الازمة الاوكرانية، وستجري مسيرات ايضا في اسبانيا التي تخرج من ازمة اقتصادية ولا تزال تسجل مستويات بطالة قياسية. حيث ستنظم تظاهرات في مدريد واكثر من 70 مدينة اخرى. كما ستجري مسيرات في اليونان وايطاليا حيث تعهدت حكومة رئيس الوزراء ماتيو رنزي اعادة الثقة للايطاليين الذين يخرجون لتوهم من اكثر من سنتين من الانكماش.