تحارب إيران إلى جانب قوات بشار الأسد في سوريا، وهي اليوم متهمة بتجنيد مقاتلين أفغان كمرتزقة. هؤلاء تم تدريبهم فوق التراب الإيراني ثم دفع لهم للذهاب من أجل القتال في سوريا. نقلت عدة وسائل إعلام إيرانية وأفغانية ودولية أن "العديد من المقاتلين الأفغان جاؤوا من إيران، وهم اليوم في سوريا". السلطات الإيرانية تنفي المعلومات تماما كما حدث بالنسبة لإرسال إيرانيين إلى سوريا، على الرغم من كونه واقعا مثبتا. ويوجد في الحقيقية صور تم التقاطها في عدة مدن إيرانية، حيث جرت مراسم دفن قتلى أفغان قتلوا في سوريا. ونرى فيها عددا من قادة الحرس الثوري الإيراني، وهو كيان عسكري ملحق بالمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي. وقد أدان العديد من المسؤولين السياسيين الأفغان هذه الأفعال، واتهموا الجمهورية الإسلامية باستغلال فقر هؤلاء المواطنين، الذين يبلغ عددهم أربعة ملايين في كامل البلد. كابول والسفارة الأفغانية لدى طهران أكدتا عزمهما القيام بتحقيق حول هذا الموضوع. يعيش أحمد في أفغانستان؛ فردان من عائلته أرسلا إلى سوريا وهم على تواصل معهم بشكل متقطع؛ يشرح أحمد "هاجر قريباي إلى إيران منذ سنوات بسبب الفقر والبطالة المتفشية في بلادهم. ومنذ 11 شهرا وبعد أن عرضت عليهم أموال، سافرا إلى سوريا من أجل الدفاع عن مقام السيدة زينب قرب دمشق". ويتابع "الحرس الثوري عرض عليهم مبلغ 1,5 مليون تومان، أي ما يعادل 430 يورو شهريا، ورخصة إقامة لمدة ستة أشهر لكافة أفراد عائلتهم الذين يريدون الذهاب للعيش في إيران. وهذا يمكنهم من الحصول على وثائق إقامة طويلة الأجل. أما إذا قتلوا في سوريا، فسوف يحصلون على مبلغ 15 مليون تومان، اي ما يعادل 4300 يورو ويمكن لعائلاتهم البقاء للإقامة بشكل دائم في إيران". ولفت الى أن "هذه التصاريح بالإقامة كانت سببا أساسيا في اتخاذهم هذا القرار. وعندما حاولت ردعهم عن الذهاب، أجابوا بأن هدفهم نبيل وأنني لست مؤمنا". وأردف "تلقى كلاهما تدريبا عسكريا في إيران خلال أشهر. أخبرني أحدهما بأنهما كانا برفقة 80 أفغانيا، وأنهم قاتلوا إلى جانب حزب الله. كما أخبرني أنه فقد أربعة من أصدقائه خلال عملية قرب دمشق، وتلقوا بعد ذلك 170 دولار، اي حوالى 125 يورو، من الحكومة السورية كجائزة بعد المعركة". في أفغانستان، يحاول رجال الدين إقناع الشباب بالذهاب للقتال. والحرس الثوري الإيراني ينظم بعد ذلك رحلتهم نحو سوريا. هذا ما يؤكده فافا، وهو مقيم في منطقة هيرات، في أفغانستان. وعندما أخبره بعض شباب حيه أنهم يرغبون في الذهاب إلى سوريا، نجح فافا في ثنيهم عن ذلك. ووفقا لعدة صحافيين أفغان، يوجد أيضا أفغان سنة يقاتلون من جهتهم إلى جانب المعارضة. في أفغانستان، أكثر من 80 في المئة من المسلمين هم سنة، و19 في المئة من الشيعة. أما سوريا، فتحوي حوالى 10 في المئة من العلويين، وهي فرع من الشيعة والطائفة التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد. أنشر على