تحوّلت الدعوة التي وجهها أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد، إلى المنتخب الجزائري من أجل تكريمه في الدوحة إلى شبه أزمة دبلوماسية بين البلدين، بالنظر للانزعاج الذي أبدته السلطات في الجزائر من نظيرتها القطرية، نظير عدم مرور الدعوة عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية. ولم يتم إنقاذ الموقف إلا في آخر لحظة بإيفاد 6 لاعبين فقط إلى الدوحة، وذلك حفاظا على العلاقات بين البلدين والمصالح المشتركة. وظهر جليا أنّ السلطات القطرية تريد توظيف المشاركة الجزائرية المشرّفة في مونديال البرازيل، في ملفاتها السياسية وخاصة لدعم ملف تنظيمها لمونديال 2022، بعد تزايد الانتقادات المسلطة عليها والأحاديث الدائرة في الكواليس عن “شراء” قطري للمونديال المذكور. وسادت حالة من الارتباك والأجواء غير الطبيعية، الخميس، في القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي، حيث كان أغلب لاعبي المنتخب الوطني ينتظرون السفر إلى الدوحة، غير أنّ الرحلة اقتصرت على 6 لاعبين فقط بقرار من السلطة. وممّا لوحظ في أنّ السلطات بالجزائر لم تول الدعوة القطرية اهتماما كبيرا نظرا إلى عدم مرورها عبر القنوات الرسمية، إذ بادرت الجهات القطرية بالاتصال برئيس اتحاد كرة القدم محمد روراوة، لتلبية الدعوة وإرسال طائرة خاصة لنقل المنتخب. وتذكر مصادر من محيط الاتحاد، أن روراوة أعلم، صبيحة الخميس، الجهات الرسمية واللاعبين بهذه الدعوة، مضيفة أنّ وزير الرياضة، محمد تهمي، اتصل بدوره برئاسة الجمهورية لإطلاعها بالأمر، بمجرّد إبلاغه من قبل رئيس الاتحاد، وهو ما أثار حفيظة الرئاسة التي انزعجت من المسألة، واعتبرت تجاوزها خرقا للأصول الدبلوماسية. وعبر مسؤول سامي في الرئاسة عن ذلك، قائلا “المنتخب الوطني ليس منتخب روراوة حتى يقرّر بنفسه دون العودة للسلطات العليا في البلاد”. وتم السماح للطائرة القطرية بالنزول في مطار هواري بومدين، ولملمة الأمر بإيفاد اللاعبين الستة فقط. وظل لاعبو المنتخب ينتظرون في القاعة الشرفية للمطار زوال الخميس، إلى أن قرّرت السلطات الجزائرية العليا إلغاء الرحلة والاكتفاء بتسفير ستة لاعبين، لتجنب إحراج السلطات القطرية، التي هيأت كل الظروف لإقامة حفل استقبال شعبي للفريق الجزائري في الدّوحة. من جانبه، قال المذيع الجزائري لخضر بريش في مداخلته من البرازيل إنّ “مشاركة الخضر لا يجب أن تسيّس″، دون أن يُحدّد المقصود بالمُسَيّس إن كان قطريّا أم جزائريّا. وهو الأمر الذي يخشاه كثيرون على مستقبل الفريق الجزائري بسبب محاولات التوظيف السياسي للإنجاز التاريخي سواء في الجزائر أو خارجها. أنشر على