هاجم المخرج الكبير لخضر حامينة الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي لاسيما فيما يخص مهمتها في إنتاج الأفلام الجزائرية، حيث فاجأ المخرج السينمائيين بتوجيه التهم إلى الوكالة الجزائرية للإشعاع على وجه التحديد. وتحدث لخضر حامينة عن فشل هذه الأخيرة في توزيع الأفلام، مشيرا إلى أن مسألة التكوين تعتبر مشكلة بسيطة مقارنة بفشل الوكالة الجزائرية التي اعتبرها مؤسسة "اختلاس الأموال" وتمارس البيروقراطية على حد قوله. لم يمنع انتهاء المخرج لخضر حامينة مؤخرا من إخراج فيلم ”شفق الضلال” بدعم من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي الذي يوقع عودة المتوج بالسعفة الذهبية سنة 1975 بمهرجان ”كان” الدولي للسينما إلى السينما بعد حوالي 28 عاما من الانقطاع، من شن الهجوم عليها وتأييد الآراء التي اعتبرت أن الوكالة انحرفت عن طريقها فيما يخص الإنتاج السينمائي. وأجمع المتدخلون خلال لقاء جمعهم بالوزيرة أول أمس بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة، على أن دور الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي كان سلبيا جدا تجاه صناعة السينما، كما أشاروا إلى أنه لا يمكن لها أن تكون مؤسسة إنتاج سينمائي. وصب المخرج لعربي لكحل الذي قامت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي مؤخرا بعرض فيلمه الأخير ”المنطقة الثامنة” بجناج الجزائر في مهرجان كان بفرنسا، صب جام غضبه على الوكالة وطريقة تسيريها للإنتاج السينمائي في الجزائري، وتحدث عن تهميش الجنوب الجزائري، فيما تساءل العديد من السينمائيين عن كيفية تسيير مبلغ الدعم السينمائي الذي تم رفعه من 10 مليون دينار إلى 30 مليون دينار جزائري، غير أن السينمائيين وجدوا أن تلك الزيادة التي جاءت في عهد الوزيرة السابقة تصب في خزينة الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، كما اعتبر الحاضرون أن المهرجانات السينمائية باتت لا تخلق إشعاعا حقيقيا ولا تستقطب الجمهور. في هذا الإطار قالت الوزيرة نادية لعبيدي ”إن المنتجين السينمائيين أصبح من حقهم اليوم الاختيار بالنسبة لمسألة التعامل مع الوكالة أو تجنب التعامل معها”. وقد عرف اللقاء الذي دام حوالي 4 ساعات ونصف حضور معظم الفاعلين في قطاع السينما الجزائرية، حيث دعا المخرج جيلالي بسكري إلى الاهتمام أكثر بصناعة الأفلام المتحركة، فيما حذر المخرج محمد حازورلي من أن يقتصر اهتمام وزارة الثقافة في تشجيع المشاريع على العاصمة، مشيرا إلى أن الجزائر العميقة تتمتع بمواهب لا تزال تعاني من التهميش، فيما أوضح السينمائي سيد علي مازيف أن الجزائر اليوم بحاجة ماسة إلى ترميم قاعات السينما لحل أزمة عزوف الجمهور عن القطاع الأهم في مجال الثقافة في ظل وجود حوالي 300 قاعة سينمائية مغلقة، كما دعا بعض المتدخلين إلى ضرورة محاسبة المستفيدين من أموال الإنتاج السينمائي، وهو ما أكد عليه المخرج والمنتج بشير درايس الذي تذمر من واقع الإنتاج السينمائي وآليات العمل، مشيرا إلى أن السينما الجزائرية بحاجة إلى فتح مؤسسات حقيقية تشجع على إنتاج أفلام جادة. من جهتها، دعت نادية لعبيدي الفاعلين في قطاع السينما إلى المشاركة في الملتقى الوطني الذي تعتزم وزارة الثقافة تنظيمه حول مستقبل وواقع السينما الجزائرية، وقالت ”إن المنتجين في مجال السينما مطالبون أيضا بالتوحد في إطار تنظيمي لإعادة الاعتبار للمنتج الذي لا يزال يعاني من مشكلة البيروقراطية”. وفي ذات السياق، قالت الوزيرة ”إن مشكلة قطاع السينما هي ذاتها مشاكل باقي القطاعات التي تحاورت معها”، في إشارة إلى شريحة الفنانين التشكيليين الذي التقت بهم قبل يومين. واقترحت نادية لعبيدي في هذا الإطار الفصل بين ”التكوين السمعي البصري والتكوين المسرحي” بالنسبة لمعهد ”إيسماس”، كما أكدت أن مشكلة التأطير يمكن حلها أيضا بالاستعانة بالخبراء الأجانب، وشددت الوزيرة على ضرورة بقاء مدارس التكوين في مجال الفنان دون اشتراط شهادة البكالوريا. وفي هذا الشأن اقترحت الوزيرة الترويج للسينما الجزائرية من خلال ضبط أجندة التلفزيون الجزائري وعرض فيلم جزائري واحد على الأقل في الأسبوع، ما يشجع المخرجين والمنتجين، وأوضحت أن صندوق دعم الصناعة السينماتوغرافية يمتع بآليات عمل غير مستغلة بشكل كامل على غرار تمويل الكتابة، تمويل الإنتاج وتمويل الأفلام القصيرة.