كشفت عشرات الشكاوى والملفات التي رفعها لاعبون في البطولة الاحترافية ضد أنديتهم لتؤشر من جديد على عجز الأندية المحترفة عن الوفاء بالتزاماتها، والغريب أن جل هذه الشكاوى كانت موجهة للأندية المصنفة “غنية” كونها تمول من طرف سوناطراك، على غرار شباب قسنطينة الذي بات ملزما بدفع أكثر من ثلاثة ملايير سنتيم لتسديد ديون مستحقة عليه. فصلت لجنة المنازعات، التي يرأسها بن داود مؤخرا لصالح الثلاثي دراق وسباح وزياد في الشكاوى التي رفعوها ضد فريقهم السابق شباب قسنطينة، حيث أعلنت تسريحهم من ناديهم السابق مع إلزام إدارة الرئيس بن طوبال بدفع الرواتب المتأخرة المستحقة لهؤلاء اللاعبين (1.2 مليار سنتيم لدراق، 800 مليون سنتيم لفائدة سباح و400 مليون سنتيم لزياد). وقبل قضية الثلاثي المذكور، سيكون بن طوبال ملزما بدفع مبلغ يصل لمليار سنتيم كتعويض لمهاجم الفريق السابق محمد دحمان، علما أن لجنة المنازعات استقبلت أيضا ثلاث شكاوى أخرى رفعها الثنائي حنايني وحوري، والذي يطالب بتعويضات نظير قرار الإدارة القسنطينية فسخ عقد اللاعبين من جانب واحد، في وقت رفضت اللجنة الشكوى التي رفعها الحارس لوناس ڤواوي. وستلجأ لجنة المنازعات إلى مداخيل البث التلفزي من أجل اقتطاع الأموال المستحقة على الفرق المدانة، وقد تلجأ أيضا لأموال الراعي الرسمي للبطولة الاحترافية “موبيليس” (900 مليون سنتيم تسلم للأندية عبر الرابطة الاحترافية في كل موسم)، ولم يسبق للمحكمة الرياضية أن طعنت في قرارات مماثلة، يأتي هذا في وقت أكد فيه رئيس شباب قسنطينة بن طوبال رفع التحدي عبر تصريحات أطلقها لوسائل إعلام يؤكد من خلالها بأن اللاعبين المذكورين لن ينالوا شيئا ملوحا بتحويل الملف للمحكمة الرياضية. ويواجه الفريق الآخر “المملوك” من طرف شركة سوناطراك، مولودية الجزائر ذات المشكل مع الثلاثي مهدي قاسم وكريم غازي والحارس مايكل فابر، وهؤلاء رفضوا أي تسوية مع إدارة “العميد”، مشترطين الحصول على تعويض عام كامل وهي الفترة المتبقية عن نهاية عقودهم وهؤلاء كانوا يتقاضون مبلغا تتراوح قيمته ما بين 150 و220 مليون سنتيم. وبقيت مولودية وهران وفية لعاداتها، حيث اشتكاها عديد اللاعبين ممن يطالبون إدارة الرئيس بلحاج برواتبهم المتأخرة، كما هو الحال مع عمران وبوتربيات وبن عمر وغيرهم ممن رفضت إدارة “الحمري” تجديد عقودهم. ويستبعد أن تعرف وتيرة الشكاوى المرفوعة لدى لجنة المنازعات تراجعا في الفترة المقبلة في ظل غياب أليه لردع الأندية وفشل الفاف في تطبيق قرارات سابقة بحرمان الأندية المدانة من الاستقدامات. سيلا مرتبط باتحاد الحراش وتدرس أيضا لجنة المنازعات قضايا إدارية أخرى يتصدرها ملف اللاعب الغيني ابراهيما سيلا، وهي القضية التي صنفت في خانة الملفات الحساسة جدا خاصة وأن الأمر متعلق بصراع ما بين ناديين تتميز علاقتها بالتوتر على المستوى الإداري، وخاصة على مستوى الأنصار، ولم تتردد مولودية الجزائر في ضم اللاعب ونقله إلى تركيا للمشاركة في التربص التحضيري على أساس انتهاء عقده مع اتحاد الحراش في 6 جوان المنصرم، في وقت تصر فيه إدارة الرئيس العايب على أن اللاعب لازال مرتبطا مع الفريق الحراشي، ليتحول الأمر إلى قبضة حديدية بين الفريقين على لاعب لم يسجل أكثر من خمسة أهداف طيلة موسم كامل، وكان رئيس الرابطة الاحترافية محفوظ قرباج قد أكد ل”الخبر” بأن اللاعب المعني لازال مرتبطا لموسم آخر مع اتحاد الحراش، ووصف تصرف إدارة “العميد” بنقله إلى تركيا قبل تسوية وضعيته باللامسؤول.