ضحى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بفرصة أن تلعب بلاده دورا للوساطة في النزاع الدائر في غزة، واختار بدلا من ذلك أن ينال رضا الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية من خلال توجيه أقسى الانتقادات التي يوجهها زعيم تركي لإسرائيل. وقبل تولي حزب "العدالة والتنمية" المنبثق من التيار الإسلامي والذي يتزعمه "أردوغان" قبل نحو 10 سنوات، كانت تركيا العضو في الحلف الأطلسي حليفا رئيسيا لإسرائيل في العالم الإسلامي، في سياسة نالت رضا الولاياتالمتحدة، ويقدم "أردوغان" نفسه على أنه بطل القضية الفلسطينية وزعيم العالم الإسلامي السني بأكمله.ولكن الخطاب المعادي لإسرائيل وصل إلى مستويات جديدة مع اندلاع النزاع في غزة، حيث أطلق "أردوغان" تصريحات هدفت إلى توجيه أقسى النعوت إلى إسرائيل من خلال مقارنة استراتيجيها في غزة بسلوك ألمانيا النازية، واتهم "أردوغان" إسرائيل بارتكاب "إبادة" بحق سكان غزة، كما قارن عقلية بعض الأشخاص في المجتمع الإسرائيلي بأدولف هتلر، وهو ما أثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.ونظرا لأن استطلاعات الرأي في تركيا تظهر عداء شاملا للسياسات الإسرائيلية، فإن هجمات "أردوغان" على إسرائيل تساعده بلا شك في الفوز في الانتخابات، حسبما قالت وكالة "فرانس برس".