تقرر دفن، على ما يبدو، قضية سفرية المنتخب الوطني إلى قطر غداة عودة “الخضر” من البرازيل، أين شاركوا في المونديال، من خلال التزام وزارة الرياضة الصمت الرسمي حيال الموقف المتسرع للفاف بإعطاء الضوء الأخضر لتنقل المنتخب الوطني إلى قطر لتكريمه نظير التمثيل البطولي لسفير العرب في كأس العالم. لم تتصرف وزارة الرياضة، بنفس درجة الحزم في تعاملها مع هذه القضية، التي كادت تلحق ضررا معنويا بسيادة الجزائر بعدما حلت الفاف محل السلطات العمومية، بإعطائها موافقتها على تلبية دعوة أمير قطر لتكريم “الخضر” على تأهلهم التاريخي إلى الدور ثمن نهائي المونديال. ولم تقدر الفاف، برئاسة محمد روراوة، وقتها، البعد الدبلوماسي الذي كان يجب التقيد به في مثل هذه المواقف، ما دفع وزير الرياضة، محمد تهمي، إلى التنقل على وجه السرعة إلى مطار هواري بومدين ليخطر اللاعبين والوفد الرسمي الذي كان معينا من طرف روراوة، لمرافقتهم، أن السلطات العليا في البلاد تعارض تنقلهم إلى قطر، ولم يكن بمقدور الوزير وقتها توجيه عتاب لروراوة، لكونه عاد إلى البرازيل مسرعا لتولي مهامه في المكتب التنفيذي في الاتحادية الدولية ومتابعة المونديال، في حين لم يتردد الوزير في استدعاء مدير المتعامل الهاتف النقال “أوريدو”، جاد جوزيف، واستفسره حول سبب المبادرة التي أثارت جدلا كبيرا، إلى درجة أنها دفعت بالمتعامل الهاتف القطري إلى إصدار بيان يوضح فيه أن الدعوة القطرية جاءت في إطار عقود الرعاية التي أبرمها متعامل الهاتف النقال مع عدد من اللاعبين الدوليين، من دون أن يوضح سبب مرافقة اللاعبين الآخرين لزملائهم اللاعبين المتعاقدين في الرحلة نفسها. وأساءت القضية التي لم يتم احترام فيها لا الأعراف الدبلوماسية، ولا تقاليد التكريمات، إلى موقف الوزير تهمي الذي وجد نفسه في إحراج أمام مسؤوليه، صعب عليه إزالته، حيث خشي استغلال صورة الجزائر لأهداف غير رياضية، برغم أنه كان يدرك أن “أوريدو” هو الراعي الرسمي للمنتخب الوطني. كما خشي الوزير، ومعه المسؤولون السامون في الدولة، إساءة تقدير المشاركة الجزائرية في المونديال بمناسبة حفل التكريم الذي دعا إليه أمير قطر بإعطائها صورة لا تتناسب مع التقاليد المعروفة في الجزائر. وبخلاف مسؤول متعامل الهاتف النقال، فضل تهمي الذي يوجد في عطلة، منذ يوم السبت الماضي، الحديث إلى رئيس الفاف هاتفيا، وربما نقل له انشغال السلطات العمومية حول القضية، التي قال روراوة بخصوصها، إن السفرية إلى قطر لم تتم لأسباب إدارية، مفضلا التكتم على حجم الأخطاء التي وقع فيها وأيضا درجة الإحراج الذي سببه للسلطات العمومية، في وقت كان يفترض أن ينال روراوة درجات عالية في تقدير واحترام السلطات له، بعد التمثيل المميز ل«الخضر” في كأس العالم الأخيرة، ولم يكلف رئيس الفاف نفسه عناء الخوض في المسألة التي أجبرت تهمي على التنقل بنفسه لمنع تحليق الطائرة تجاه قطر. ومع ذلك، تمكن بعض اللاعبين من التنقل إلى قطر في إطار العقود التي أبرموها مع متعامل الهاتف النقال المذكور.