ذكر موقع "لونغ وور جورنال" الأميركي المتخصص في شؤون الإرهاب الدولي أن القيادة العامة لتنظيم "القاعدة" أصدرت بياناً تعلن فيه قطع صلة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بها، بعد رفض زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي مراراً إطاعة أوامر زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري وأعوانه.وطبقاً للبيان، فإن تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه الظواهري "لم تعد له صلة بداعش". ووصف البيان "داعش" بأنه ليس منبثقاً من "القاعدة"، وليست له أي صلة تنظيمية بها. وأضاف أن "القيادة العامة ل "القاعدة" ليست مسؤولة" عن الأعمال التي يقوم بها "داعش". وأوضح البيان أن طفروع القاعدة هي تلك التي تعلنها القيادة العامة وتعترف بها".وكان الخلاف ظهر إلى العلن بين "القاعدة" و"داعش" منتصف العام الماضي. ففي 8 نيسان (أبريل) 2013 حاول البغدادي فرض هيمنته على تنظيم "جبهة النصرة" الذي يقوده أبو محمد الجولاني، وهو أحد معاوني البغدادي السابقين. وأعلن البغدادي آنذاك أن جبهة النصرة ستندمج في تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق"، على أن يكون مسمى التنظيم الجديد "الدولة الإسلامية في العراق والشام". غير أن الجولاني أصدر بياناً رفض فيه قرار البغدادي، لكنه أكد ولاءه ومبايعته للظواهري، معلناً أنه سيواصل القتال تحت راية جبهة النصرة، ولن يكون مسؤولاً لدى البغدادي.واضطر الظواهري في 11 نيسان (أبريل) 2013 إلى كتابة رسالة إلى كل من البغدادي والجولاني مفادها أنه يتعين عليهم الرجوع إليه في شأن خلافهما. وفي 23 أيار (مايو) 2013، أصدر الظواهري قراراً، بعد استشارة أعضاء مجلس شورى "القاعدة"، حل بموجبه تنظيم "داعش"، وأمر بأن تقتصر عملياته على العراق. وفي 14 حزيران (يونيو) 2013أصدر البغدادي رسالة صوتية نقلتها مواقع "جهادية" رفض فيها أوامر الظواهري.وقرر الظواهري تعيين عضو "القاعدة" أبو خالد السوري وسيطاً في الخلاف بين البغدادي والجولاني. ويذكر أن السوري- كما اتضح لاحقاً- هو مؤسس تنظيم "أحرار الشام" الذي قاتل في صفوف "داعش" و"النصرة"، وانضم إلى "الجبهة الإسلامية" التي كونت أواخر العام الماضي. بيد أن وساطة السوري أخفقت، وسرعان ما وقعت صدامات بين مقاتلي "داعش" ومقاتلي "النصرة" و"أحرار الشام" منتصف العام 2013. وأصدر السوري بياناً في 16 كانون الثاني (يناير) الماضي ندد فيه ب "داعش".وفي 32 كانون الثاني (يناير) 2014، أطلق الداعية السعودي عبد الله محمد المحيسني مبادرة لتوحيد صفوف المقاتلين في سورية. ومع أنها حظيت بتأييد جبهة النصرة والجبهة الإسلامية، إلا أن زعيم "داعش" رفضها.ولا يزال البغدادي يرى نفسه الأحق بحكم دولة إسلامية تمتد من العراق إلى "المشرق"!