اقتحم نحو 60 مستوطنا إسرائيليا يرافقهم نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي “موشيه فيغلين” والحاخام المتطرف “يهودا غليك” أمس، باحات المسجد الأقصى مجددا من جهة باب المغاربة تحت حراسة أمنية مشددة، وتصدى لهم المصلون وطلبة حلقات العلم وطلبة المدارس بصيحات التكبير والتهليل. وتجول الحاخام المتطرف “يهودا غليك” في ساحات الأقصى، ثم صعد إلى ساحة مسجد قبة الصخرة وقدم شروحا عن الهيكل المزعوم، مدعيًا أن “قبة الأرواح الموجودة على ساحة المسجد” من أساسات الهيكل، كما دخل إلى مخفر شرطة الاحتلال، فضلاً عن دخوله لمتوضأ الرجال في المسجد. وأوضح شهود عيان أن المتطرف “غليك” حاول أثناء تواجده عند باب الرحمة أخذ حفنات تراب، إلا أن شرطة الاحتلال منعته. وأثار تدنيس المتطرفين اليهود المسجدَ الأقصى غضب المصلين وطلبة حلقات العلم وطلبة المدارس الذين ينتشرون بكثافة في باحات المسجد، وتصدوا للمتطرف وللمستوطنين بصيحات التهليل والتكبير. ورافق المتطرف “غليك” والمستوطنين عناصر من الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال التي تولت حمايتهم وحراستهم داخل باحات المسجد. كما واصلت شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات المسجد الأقصى الرئيسية “الخارجية” إجراءاتها المشددة بحق المصلين وروّاد المسجد من فئة الشبان ومن طلبة حلقات العلم، وتقوم باحتجاز بطاقاتهم الشخصية على هذه البوابات طوال فترة تواجدهم في المسجد. في سياق آخر حذرت السلطة الفلسطينية من “أن عودة إسرائيل إلى استئناف الاغتيالات ومنع المصلين من دخول الأقصى سيؤديان إلى أوضاع خطيرة لا يمكن السيطرة عليها”، واعتبرت التصعيد الأخير “استفزازاً خطيراً سيؤدي إلى تدمير ما تبقى من عملية السلام”. كما حذرت حركة الجهاد الإسلامي من انهيار التهدئة في حال استمر العدوان الإسرائيلي، ودعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى الرد على العدوان الإسرائيلي بمواجهة شاملة. وجاءت هذه التحذيرات إثر استشهاد 6 فلسطينيين في أقل من 24 ساعة في الضفة الغربية وقطاع غزة على أيدي القوات الإسرائيلية، الأمر الذي أثار موجة سخط واسعة في الأراضي الفلسطينية، واندلعت على إثرها مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية في مخيم الجلزون قرب رام الله، أصيب خلالها 5 مواطنين بالأعيرة النارية والمطاطية. على صعيد آخر، كشف التقرير الإحصائي لوزارة شؤون الأسرى الفلسطينيين حول الأسرى والذي تسلمت “الخبر” نسخة منه أمس عبر السفارة الفلسطينية في الجزائر، أن “عدد المعتقلين في السجون الإسرائيلية ارتفع إلى 5000 معتقل فلسطيني موزعين على 17 سجنا”، من بينهم 476 أسير محكوم عليه بالمؤبد لمرة واحدة على الأقل، ما دفع وزارة الأسرى في حكومة رام الله إلى الإعراب عن قلقها الشديد إزاء استمرار الاعتقالات اليومية وتصاعدها في الأيام الأخيرة. ولم يستثن الاحتلال الإسرائيلي الأطفال دون 18 سنة من الاعتقال، حيث يقبع 187 طفل خلف قضبان الاستعمار الإسرائيلي، بالإضافة إلى 21 امرأة فلسطينية و11 نائبا برلمانيا، فضلا عن وزير الحكم المحلي الأسبق، وهذا من أصل أزيد من 60 نائبا ووزيرا سابقا تم اختطافهم واعتقالهم خلال العقد الأخير. ووصل عدد المعتقلين الإداريين إلى 183 معتقل ولازال 8 أسرى منهم يخوضون إضرابا عن الطعام، أما الأسرى المرضى فيقدر عددهم بنحو 1500 أسير من أصل 5000 أسير، واستشهد 205 أسير في السجون الإسرائيلية بسبب التعذيب والقتل العمد بعد الاعتقال والإهمال الطبي واستخدام القوة المفرطة. وكشفت وزارة الأسرى الفلسطينية أنه سيتم الإفراج عن 30 معتقلا نهاية شهر مارس الجاري ضمن الدفعة الرابعة، بعدما أفرج عن 3 دفعات سابقة.