حجبت تركيا موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، مساء أول أمس، بسبب ما وصفته “تقاعس تويتر في حذف بعض محتوياته”. وقال مسؤول تركي رفيع إن هذا القرار “اتخذ في إطار قرار محكمة نتيجة لعدم التغلب على المشكلة مع إدارة تويتر”، لكن حجب تويتر دفع الرئيس التركي، عبد الله غول، إلى التحفظ بشأنه. انتقد الرئيس التركي، عبد الله غول، أمس، في حسابه على “تويتر”، حجب موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”. وكتب الرئيس التركي في تغريدة: “لا يمكن الموافقة على الحجب التام لشبكات التواصل الاجتماعي، آمل ألا يستمر هذا الوضع طويلاً”. وعبّر غول، الذي عارض أردوغان قبلاً عندما هدد الأخير بحجب “فيسبوك” و«يوتيوب” الشهر الماضي، عن اختلافه معه. وتابع غول، الذي يمثل أحد قيادات حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان: “كما قلت مرات عدة في السابق، في الواقع، من المستحيل حجب الوصول بشكل تام إلى المنصات الاجتماعية مثل تويتر”، مشيراً إلى أن بعض المواقع التي يستهدفها القضاء يمكن أن يتم إغلاقها فقط. وتقدم حزب الشعب الجمهوري، أبرز قوى المعارضة في البرلمان، ورئيس نقابة المحامين التركية، متين فايز أوغلو، أمس، بشكوى أمام القضاء للمطالبة بتعليق تنفيذ هيئة الاتصالات التركية لقرار حجب موقع “تويتر”. وقال موقع تويتر، ومقره سان فرانسيسكو، بعد ظهر أمس الأول، إنه يبحث الأمر ولم يصدر بيانا رسميا. لكن الشركة نشرت تدوينة موجهة للمستخدمين الأتراك تبلغهم بكيفية الاستمرار في كتابة تدوينات عن طريق الرسائل النصية. من جهتها، نددت المفوضة الأوروبية المكلفة بالتكنولوجيا الجديدة، نيلي كرويس، بشدة مساء أمس الإعلان عن حظر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي في تركيا. وقالت إن “حظر تويتر في تركيا هو بدون أساس وبدون جدوى وجبان”. وأضافت أن “الشعب التركي والأسرة الدولية سوف يعتبران الأمر رقابة وهو كذلك”، وقد اختارت أن تدلي بتصريحها على حسابها في تويتر. من جهة أخرى، أكد فتح الله غولن، في تصريحات أدلى بها لصحيفة “زمان” التركية، أمس الأول، “أن الجماعة (التي تتبع له) ليست حزباً سياسياً ولن تصبح حزباً سياسياً”. وبوضوح عبّر عن هذا الأمر بقوله: “لم نكن منافسين لأي حزب سياسي، وكنا على مسافة متساوية من الجميع، رغم هذا نحن نشارك قلقنا وآمالنا على مستقبل بلدنا مع الجماهير”، وهذا ردا على اتهام أردوغان له بدعم حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي طالما ناصبه العداء. واعترض غولن أيضاً على اتهام جماعته بأنها منظمة بقوله: “من المؤسف أن نتهم بأننا منظمة تقوم بأعمال سرية من قبل من يقومون بالالتفاف على القوانين”، ودافع بقوة عن موقف الجماعة، مؤكداً ثباتها على موقفها بقوله: “نحن نقف اليوم في المكان نفسه الذي كنا نقف فيه البارحة، علينا أن ننظر إلى الذين يبتعدون”. وتطرق غولن إلى موضوع إغلاق المدارس التابعة له، معيداً التأكيد أن هذه المدارس أنشئت لسبب واحد وهو التعليم. وبالنسبة لاحتجاجات حديقة “جيزي بارك” الصيف الماضي، أكد غولن “أنه كان بإمكان الدولة استيعاب هذه المظاهرات بالتسامح وبالاستماع إلى مطالب المتظاهرين بدل قمعها بشدة”. جدير بالذكر أن هذه الأحداث تأتي قبل أيام قليلة عن الانتخابات المحلية التي توصف بأنها الأهم في تاريخ تركيا الحديثة، بالنظر إلى أنها ستكون مؤشرا على مدى تأثر شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيسه رجب طيب أردوغان بصراعه الحاد مع جماعة فتح الله غولن المتهمة بتفجير قضية الفساد التي أطاحت بأربعة وزراء من الحكومة.