نقل الجزائريون فرحتهم بالمنتخب الوطني الذي دخل التاريخ، أول أمس، بعد مباراته مع الفريق الروسي بملعب أرينا دي بايكسادا بمدينة كوريتيبا البرازيلية، وتأهله إلى الدور الثاني، من شوارع المدن إلى صفحات شبكة التواصل الاجتماعي، حيث ألهبوه بتعليقاتهم وبألوان الراية الوطنية وصور حاليلوزيتش وأشباله. على جدار صفحة “محاربو الصحراء” وضع رسم كاريكاتوري يظهر فيه سليماني يمشي فوق جلد دب، متبوعا بتعليق “الجزائر تسلخ الدب الروسي وتتأهل إلى الدور الثاني”. وزُخرفت جدران “الفايسبوك” بصور محاربي الصحراء على غرار صور مبولحي وسليماني وفغولي، معتبرة إياهم قادة الفوز. وأحصت صفحة “المنتخب الوطني الجزائري” 12 تصديا مميزا لوهاب رايس مبولحي في هذا المونديال، مشيرة إلى أن أداءه كان رائعا وتاريخيا لا ينساه الجزائريون ما حيوا، كما أثنت الصفحة كذلك على فغولي مدونة بأنه “لعب دورا كبيرا في الفوز على الروس، فقد صال وجال في المستطيل الأخضر.. ولعب في الدفاع والهجوم وترك فراغا رهيبا بعد إصابته وخروجه ليتلقى الإسعافات، فكانت فرصة اقتنصها الروس ليخدعوا الحارس الجزائري بهدفهم. حاليلوزيتش يرد الاعتبار للفريق وأجمع الجزائريون على أن حاليلوزيتش أفضل مدرب عرفه الفريق الوطني، إذ كتب محمد أن الخطة التي انتهجها الناخب الوطني كانت ذكية، رغم أن الكثير منا لامه كثيرا بعد المباراة التي جمعت الجزائر وبلجيكا، حيث منيت الجزائر بهزيمة كانت ثقيلة على معنويات الجزائريين. “نبقاو هنا.. ونصوموا هنا” وعلق مشارك آخر على صورة يظهر فيها سليماني مشيرا بأصبعيه إلى الأرض بعدما هز شباك مرمى الفريق الروسي، في إشارة منه إلى البقاء هنا والاستمرار في مشوارهم إلى الدور الثاني، ب«نبقاو هنا .. ونصوموا هنا”. وتساءل أحد المعلقين على صفحة “المنتخب الوطني الجزائري”، عن الطريقة التي تمكن من خلالها أحد المناصرين من إدخال “الفيميجان” إلى مدرجات ملعب كوريتيبيا وإشعالها بعد اهتزاز شباك مرمى الروس، خارقا بذلك القانون الذي يمنع إدخال “الفيميجان” إلى الملاعب ناهيك عن استعمالها. “الفايسبوكيون” يوجهون سهامهم إلى بوتين وسلّط “الفايسبوكيون” كل ما جاد به إبداعهم من صور وتعليقات مثيرة على الرئيس الروسي فلايديمير بوتين، مستغلين صورته وهو يبكي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، ليربطوها بالحدث الكروي بعد إقصاء فريقه، إذ أدرجت صفحة “المنظمة الوطنية للشيتة والشياتين” صورة له باكيا متحسرا على خسارة منتخبه، قائلا “خسارة ما عنديش حق الفيتو في المونديال”، في إشارة منها إلى أن الروس كان باستطاعته تعطيل فرحة الجزائريين لو كان هذا الحدث سياسيا. كما علقت شبكة “راديو طروطوار” على لسان بوتين الذي يظهر في صورة معدّلة ب”الفوتوشوب” حزينا ومتوعدا الجزائر، قائلا “براس يما لعزيزة لا سلاح ولا شيء آخر وتخلصوها غالية”، فيما ظهر ستالين في صورة أخرى وضعها سليم، مخاطبا بوتفليقة “افرح أنت وشعبك.. من سيبيع لكم السلاح من الآن فصاعدا؟”. المنتخب مفخرة العرب ولأن المنتخب الجزائري أول فريق عربي يقتطع تأشيرة الدور الثاني، رمّز رواد الفضاء الفايسبوكي هذا الإنجاز واعتبروه مفخرة في الذاكرة الجمعية العربية. ونقل محسن الدوكش رسالة من أحرار مصر إلى الشعب الجزائري تقول: “ألف مبروك انتو إخوانا وبالروح وبالدم نفديك يا أيها الشعب المسلم العظيم”. وأبدى سامح من الإسكندرية فرحة كبيرة مُشبّها فرحة هذا الانتصار بعيدي الفطر والأضحى من حيث إدخاله السرور إلى قلوب كل عائلات المسلمين، كاتبا “إننا كعرب ومسلمين لا تجمعنا الجنسية لكن جمعتنا فرحة الانتصار الذي حققه الفريق الجزائري”. وظهرت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، اليمنية توكل كيرمان، على جدار صفحة “وان تو ثري فيفا لالجيري” ملتحفة العلم الجزائري وتشارك الشعب الجزائري احتفاله بصعود الفريق الجزائري الدرجة الثانية في نهائيات كأس العالم. فرح يغمر فلسطين والصحراء الغربية وكتب الفايسبوكي محمد ناصر معبرا عن فرحة كبيرة اجتاحت كل أرجاء أرض فلسطين، شاكرا “الخضر” على إدخالهم الفرحة والسعادة لقلوبهم، رغم الظروف القاسية التي يعشوها، إذ نزل إلى الشارع ليحتفل بهذا الإنجاز، فيما رد عليه فاضل “نحن الجزائريين لا فرحة لنا إلا بفرحة الفلسطينيين معنا”. وزفّت نجوى من مدينة العيون المحتلة، عبر “الفايسبوك”، تهاني أهل البوليزاريو بقفزة “الخضر” النوعية إلى الدور الثاني من كأس العالم، مرددة “معاك يا لخضرا ديري حالة”. العمامة والشاش فأل خير وتداول عشرات الفايسبوكيين صورة المناصر الجزائري الذي كان يرتدي العمامة والشاش الأصفر، على مدرجات ملعب كوريتيبا في البرازيل، مفتخرين بلباسهم التقليدي، إذ كتب خلوفي أحمد “جميل جدا أن يعتز الإنسان بتراثه وهويته ويُعرّف به في محفل كهذا وأي محفل؟ كأس العالم بالبرازيل مدرسة كرة القدم”.