اعتمد مجلس الأمن الدولي، أول أمس، بالإجماع، قرارا أدرج فيه ستة أفراد تابعين لداعش وجبهة النصرة، على قائمة الجزاءات المفروضة على تنظيم القاعدة، في محاولة لقطع التمويل عنهم. وهؤلاء هم عبد الرحمن الظافر الدبيدي الجهاني النصرة) وحجاج بن فهد العجمي وسعيد عريف وعبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ، ينتمون ل«النصرة”، وأبو محمد العدناني وحامد حمد حامد العلي، ينتميان ل«داعش”. ويظهر في هذه القائمة المعلنة على موقع مجلس الأمن، اسم الجزائري سعيد عارف، المولود في 5 ديسمبر 1965، بوهران، وهو من أبرز المسؤولين عن تجنيد “جهاديين” للقتال في سوريا، خاصة من فرنسا، بحسب تقارير أمنية. وكان عارف قد اعتقل في 2003 في دمشق التي سلمته لباريس لمحاكمته. وحكم عليه في فرنسا في 2007 بالسجن بعد إدانته بالإرهاب، لكنه نجح في أكتوبر 2012 في الفرار من فرنسا. ويوعز هذا القرار، الذي عممت نصه المملكة المتحدة في أواخر الأسبوع الماضي، إلى فريق الرصد أن يقدم تقريرا إلى لجنة العقوبات في غضون 90 يوما عن الخطر الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، بما في ذلك بالنسبة إلى المنطقة، وعن مصادر أسلحتهما وتمويلهما والتجنيد في صفوفهما وتركيبتهما الديمغرافية، وتوصيات بشأن اتخاذ إجراءات إضافية للتصدي لهذا الخطر. كما يشجع جميع الدول الأعضاء على أن تقدم إلى اللجنة طلبات لكي تدرج في القائمة أسماء الأفراد والكيانات التي تدعم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وسائر الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة، ويشجع كذلك اللجنة على أن تنظر على وجه السرعة في إدراج أسماء جهات إضافية من الأفراد والكيانات التي تدعم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة. ويبدو من طبيعة الأسماء المدرجة في القائمة التي تتشكل في أغلبها من أسماء سعودية وكويتية، أن الهاجس الأكبر لمجلس الأمن هو كيفية إيقاف التمويل عن تنظيمي داعش وجبهة النصرة، إذ يتهم عبد الرحمن محمد ظافر الدبيسي الجهني، مبعوث القاعدة إلى سوريا، بأنه “ساهم في تمويل وتحضير أعمال” ارتكبتها “جبهة النصرة” وبأنه عمل على “تجنيد (مقاتلين) لحساب هذه الجماعة”. كما يعرف حجاج بن فهد العجمي بأنه مموّل لجبهة النصرة، وهو كويتي سبق للولايات المتحدة أن أدرجته على قائمتها السوداء للأشخاص المرتبطين بالإرهاب. ويعتبر العجمي مهندس عمليات تمويل جبهة النصرة في سوريا، ويشتبه في أنه يتنقل دوما بين الكويتوسوريا لنقل أموال وتجنيد كويتيين لتولي مواقع قيادية في التنظيم. أما حميد حمد العلي، فقد أدرجته الأممالمتحدة على قائمتها السوداء لصلاته بتنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به. وهو متهم بتمويل وتخطيط وتسهيل أو تنفيذ أعمال على علاقة مع، أو باسم كل من تنظيمي جبهة النصرة والدولة الإسلامية.