كشفت مصادر مسؤولة من قطاع النقل بولاية بومرداس بأن نسبة تقدم الأشغال في المشروع بعد 5 سنوات من انطلاقه لا تتجاوز 60 في المائة، بالموازاة مع ارتفاع تكلفة المشروع إلى أزيد من 60.3 مليار دينار. وأبانت المعطيات التي تحصلت عليها ”الخبر” من مديرية النقل بولاية بومرداس فيما يخص مشروع كهربة وازدواجية السكة الحديدية الرابط بين ثنية وبومرداس، عن تأخر كبير في وتيرة الانجاز، حيث أن نسبة تقدم الأشغال تتجاوز بقليل ال60 في المائة، وهذا منذ انطلاقه في أول جانفي سنة 2009. ووقفت ”الخبر” على هذا التأخر في عدد من النقاط، أبرزها نفق ثنية الذي كان من المقرر أن تنتهي به الأشغال بتاريخ 5 جويلية الفارط، إلا أن الأشغال به انطلقت في ذلك التاريخ تقريبا، في حين يبقى جسرا برج منايل والناصرية على مستوى الطريق الوطني رقم 12 في المهد. وأشار مراقبون للمشروع أن التأخر الحاصل في المشروع يعود إلى المماطلة التي تبديه شركة وطنية خاصة لم يعهد أنها أنجزت من قبل مثل هكذا مشاريع في مجال النقل بالسكك الحديدية، بالموازاة مع احترام الشركات الأجنبية لتواريخ الانجاز، وهما الشركة التركية والبرتغالية . ورصد للمشروع في بادئ الأمر مبلغ مالي يقدر ب33 مليار دينار، في حين حددت مدة الانجاز ب30 شهرا، من جانفي 2009، إلا أنه وبعد مرور هذه المدة بدا وأن نسبة تقدم الأشغال لا تنبئ حتى بوجود مشروع أصلا، وهو ما أدى بالجهات الوصية إلى زيادة الغلاف المالي للمشروع قدرت ب8 ملايير دينار مع مدة إضافية لتسليمه قدرت ب20 شهرا. وطبقا للمدة الإضافية الممنوحة لشركات الانجاز لتسليم المشروع، فكان من المقرر أن يسلم في مارس سنة 2013، لكن وقبل حلول التاريخ الفعلي لتسليم المشروع بشهر، وقف وزير النقل السابق عمار تو على نسبة تقدم الأشغال التي لم تتجاوز في التاريخ ذاته 35 في المائة، وتم تبرير ذلك التأخر بالاعتراضات التي جابهت المشروع من عدد من الخواص. وكشف في السياق ذاته حينها بمنح مدة إضافية لتسليم المشروع حددت ب20 شهرا أخرى، و20 مليار دينار غلافا ماليا إضافيا للمشروع، ليأتي الدور على وزير النقل الحالي عمار غول الذي أفاد عند وقوفه على وتيرة الانجاز أن أول نوفمبر 2014 سيكون آخر أجل لتسليم هذا المشروع، وبالتالي تصبح التكلفة الإجمالية للمشروع أزيد من 6 آلاف مليار سنتيم، أي الكيلومتر الواحد من السكة الحديدية على الخط ذاته يكلف 1200 مليار سنتيم. من جهته، مدير النقل لولاية بومرداس وفي تصريح سابق ل«الخبر”، أفاد فيه أن أسباب تأخر المشروع تعود إلى الاعتراضات التي أبداها العديد من الخواص في العديد من النقاط، ودعا بالمناسبة هؤلاء إلى التحلي بالمسؤولية وفسح المجال أمام هذه الشركات لمباشرة الأشغال، وكشف في هذا السياق بأن والي ولاية بومرداس قد حث جميع القطاعات على إزالة العراقيل التي تجابه المشروع كل حسب الاختصاص. ورد متابعون لهذا المشروع الضخم الذي ينتظره الجميع، بأن تأخر المشروع في هذه النقاط كان يبدو بالأمر الطبيعي، لكن ما لم يستسغه العديد منهم ويطرح العديد من التساؤلات هو ذلك التأخر الحاصل في النقاط التي لا تواجه فيها الشركات المنجزة أي اعتراضات، متسائلين عن دور الوزارة الوصية من هذا التأخر والتكلفة الضخمة للمشروع، مع أن جزءا منها يمنح بالعملة الصعبة ولماذا لم تحل المشاكل القطاعية، على غرار رفع العراقيل الخاصة بالكهرباء والغاز والمياه والصرف الصحي طول مدة 5 سنوات. للتذكير، فإن المشروع سيمتد على مسافة 50 كلم يضم عدة جسور، أطولها ذلك الواقع على مستوى بلدية تادميت بتيزي وزو، كما يعبر ثلاثة أنفاق، الأول يقع على مستوى الثنية يبلغ طوله 235 متر لم تنطلق به الأشغال بعد، والثاني يتواجد على مستوى الناصرية على مسافة 1.5 كلم، والآخر يقع على مستوى بلدية تادميت على مسافة تناهز 1 كلم. وينتظر أن يسير القطار بسرعة 160 كلم وينقل نحو 160 ألف مسافر يوميا، ويتوقف في العديد من المحطات التي سيتم الاحتفاظ بها، في حين سيتم بناء محطتين جديدتين على مستوى كل من برج منايل والناصرية، وأوكل المشروع لأربع شركات: جزائرية وتركية وبرتغالية وإسبانية .