سجل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أمس، ثاني خرجة له، بتنقله إلى مقبرة العالية للترحم على أرواح شهداء ثورة التحرير، بمناسبة الذكرى الستين لاندلاعها، بعد قرابة أربعة أشهر من خرجته الأخيرة إلى نفس المكان ولنفس الغرض، بمناسبة عيد الاستقلال، الخامس من جويلية. يفضل الرئيس بوتفليقة الأعياد الوطنية لتسجيل حضوره خارج إقامته الرسمية، حيث تنقل أمس إلى مقبرة العالية، للترحم على أرواح الشهداء. وقبل أربعة أشهر فعل الشيء نفسه، وصار الاحتفال “الشخصي” للرئيس بعيد الثورة أو الاستقلال، ثابتا، نقيض مشاركته، سابقا، في العديد من الفعاليات بما فيها، غير الوطنية، وذلك لدواع صحية. وسجل شهر أكتوبر المنقضي أكثر ظهورا للرئيس بوتفليقة، من خلال استقبالاته، بدءا من استقبال المبعوث الأممي والعربي السابق لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، ثم لقائه رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق ڤايد صالح، وبعدها استقباله لوزير خارجية الإمارات العربية المتحدة. وتشير الخرجات الأخيرة للرئيس إلى ما يفهم منه سعيه التأكيد على حضوره في منظومة الحكم، نقيض انتقادات المعارضة، التي تطالب بإعلان حالة الشغور لما تسميه “غياب الرئيس وعدم مخاطبته شعبه”، وكذلك، تفعيل المادة 88 من الدستور التي تتحدث عن حالة الشغور. ويريد الرئيس، بظهوره المكثف مؤخرا، أيضا إقامة الحجة، على ما تعتبره أطراف الموالاة ببطلان مطالب المعارضة، التي تصف الوضع السياسي الراهن “بالمتحلل”، بسبب تعدد مصادر القرار، أي ما يفهم منه أن الرئيس لا يمارس مهامه الدستورية كما يقتضيه الدستور. وظهر الرئيس بوتفليقة أمس، على كرسيه المتحرك، يقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء، قبل أن يتجه نحو الراية الوطنية، ليقبلها، كما ظهر وهو يصافح كبار مسؤولي الدولة، الذين تنقلوا رفقته إلى مقبرة العالية، ويتقدمهم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، والوزير الأول عبد المالك سلال، ورئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي، ونائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح. واللافت أن الرئيس بوتفليقة، كثف ظهوره الأسبوع الأخير، من خلال استقبالات طالت عددا معتبرا من السفراء الذين تسلم أوراق اعتمادهم، وقبل هذه الفترة، غاب بوتفليقة عن الشاشة مدة معتبرة، وكان يقتصر ظهوره على استقبالات متباعدة لقائد أركان الجيش الوطني الشعبي ونائب وزير الدفاع ڤايد صالح، لإطلاعه بشأن الوضع الأمني، خاصة الحاصل عبر الحدود الشرقية والجنوبية، كما استقبل الرئيس الوزير الأول عبد المالك سلال، لإطلاعه عن الوضع الداخلي والإقليمي أيضا. فقد استقبل رئيس الجمهورية، يوم الثلاثاء الفارط، بالعاصمة عددا من سفراء الدول بالجزائر، بينهم أندرو جيمس نوبل لفو الذي سلمه أوراق اعتماده سفيرا مفوضا فوق العادة للمملكة المتحدة لبريطانيا وإيرلندا الشمالية. كما استقبل الرئيس أحمد علي ناصر الميل الزعابي الذي سلمه أوراق اعتماده سفيرا مفوضا فوق العادة لدولة الإمارات العربية المتحدةبالجزائر. واستقبل رئيس الجمهورية أيضا أنخيل بارساغا نافاس الذي سلّمه أوراق اعتماده سفيرا مفوضا فوق العادة لجمهورية كوبا في الجزائر، وكذا برنار إيمي الذي سلمه أوراق اعتماده سفيرا مفوضا فوق العادة لفرنسا بالجزائر. كما تسلم الرئيس أوراق اعتماد كل من سفراء الصين وقطر وبلغاريا ورومانيا.