الماء ضروري لجميع المخلوقات التي لا يمكنها الاستغناء عنه أبدا، ويحتاج الإنسان إلى الماء في شرابه وطعامه، وفي نظافته ونظافة ملابسه ومحيطه. يجفّ كل شيء إذا غاب الماء، كما يجفّ جسم الإنسان إذا لم يتحصل على الكميات الضرورية له من الماء التي يحتاج إليها يوميا، ويصبح عرضة لجميع المضاعفات التي تمس أعضائه، واحدا تلو الآخر، كالمخ والقلب والكبد والكلى والغدد وغيرها، وتعرّض صاحبها لجميع الأخطار مثل فقدان الوعي وسقوط قيم الضغط الدموي والسكتة القلبية وعجز الكلى والصدمة.. يحتوي الماء على أملاح معدنية، والتي لها أهمية كبيرة فيما يخص صحة الإنسان، بحيث يلعب كل ملح معدني نتحصل عليه عن طريق الماء دورا حيويا في حياة الإنسان، وقد يؤدي غياب ملح معين إلى مرض قاتل، كمرض كيشان في غياب السلينيوم، كما نؤدي أيضا الزيادة في ملح معين إلى مرض قد يصبح قاتلا كارتفاع البوتاسيوم، لهذا فالإنسان بحاجة إلى ماء نظيف ونقي وصالح للشرب خال من الجراثيم والطفيليات والمركّبات الكيمياوية. يتغيّر ذوق الماء إذا كان حاملا لنسبة عالية من الأملاح، كالحديد والمغنيز، كما يصبح الماء ساما ومضرا بالصحة إذا كان حاملا لنسبة عالية من الرصاص أو النيترات، وقد يصبح مصدرا للأمراض والأوبئة إذا كان حاملا للجراثيم والطفيليات. لذا فالماء بحاجة إلى توفر مجموعة من الشروط الوقائية، كالتصفية والتعقيم والرقابة الدائمة وتزويده بالمواد الضرورية، كالأملاح التي يفتقدها وتجريده من المواد الضارة كالمكروبات والمواد الكيمياوية التي حملها. إن الماء في تناقص مستمر، وقد يصبح في المستقبل القريب أغلى بكثير مما هو عليه اليوم، وقد يصعب على الكثير من الشعوب الحصول عليه كما هو الشأن حاليا، فنحن ملزمون بالحفاظ عليه وحسن استعماله وتفادي تبذيره.