تحريك قضية الحال جاء بناء على شكوى رفعها كل من محفوظ قرباج وخليل حموم ضد الحكم الدولي المساعد منير بيطام، بعد محاولته تلطيخ سمعتهما من خلال اتهامات خطيرة وجهها إليهما، تحمل في طياتها عبارات قذف صارخة مفادها تقدمهما بطلب للتلاعب بنتائج مباراة كرة القدم التي جمعت شباب عين فكرون أمام شبيبة القبائل، برسم الدور نصف النهائي من كأس الجزائر لهذه السنة، حيث إن المتهم، وبالتحديد أثناء لقاء الجولة الرابعة من الرابطة المحترفة الثانية التي جمعت أهلي برج بوعريريج ووداد تلمسان بملعب البرج المصادف لتاريخ 19 سبتمبر الماضي وقبل نهاية المباراة، أقدم على خلع قميصه الذي كان تحته قميص آخر يحمل كتابات تحمل اتهامات في منتهى الخطورة في حق الضحيتين، مفادها “قرباج وحموم قصة لعبة موجهة”. وتضمنت تصريحات حموم في جلسة المحاكمة بأنه لم يمارس أية ضغوط ومن أي نوع كانت ضد الحكم بيطام، كما صرح بأنه لا يعرفه أصلا والتقى به مرة واحدة فقط قبل المباراة محل النزاع. وأضاف بأنه عين بمنصبه حديثا، ما يدل على أنه لم يتسن له حتى الفرصة لممارسة الضغوط على المتهم. ومن جهته، أنكر الحكم بيطام ارتكابه لجنحة القذف في حق قرباج وحموم، مؤكدا للقاضي بأن ضغوطا يصعب عليه الكشف عن تفاصيلها في الجلسة العلنية مورست عليه، كونها محل تحقيق من طرف وزارة الرياضة، وهو ما اعتبره القاضي مناورة، وعلق عليها بأن “بيطام يحاول مراوغة القضاء الجزائري ويرفض الخوض في جوهر القضية”. لكن المتهم بيطام قال إن العبارة التي كانت مكتوبة على قميصه وهي “قرباج وحموم ما هي إلا قصة لعبة”، عبارة نقية وبريئة، أراد من خلالها لفت انتباه المسؤولين للضغوط التي تمارس عليه، موضحا بأنه حاول الاتصال برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم “الفاف” الحاج محمد روراوة أكثر من مرة، إلا أن هذا الأخير رفض استقباله، وأبلغه عدة أشخاص بالاتحادية بأن روراوة يطلب منه الاتصال بمسؤوليه المباشرين وحل القضية معهم أولا، وذلك بعد أن منع من استئناف عمله في مجال التحكيم في مباراة دولية، باستدعاء من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” التي علمت كتابيا بمتابعته قضائيا، وبالتالي ليس بمقدوره التنقل والتحكيم. وفي الختام، قرر القاضي تأجيل النطق بالحكم إلى الأسبوع القادم، بعد أن منحت الكلمة الأخيرة قبل رفع الجلسة لوكيل الجمهورية لتقديم التماسه الذي كان تسليط عقوبة الحبس النافذ لمدة شهرين مع غرامة مالية بخمسة ملايين سنتيم.