تعهّد السبسي باحترام الدستور والعمل على بناء الدولة وإعادة بناء مؤسسات الدولة التونسية واحترام إرادة الشعب، وأعلن أنه سيغادر حزبه “نداء تونس” للتفرّغ لالتزاماته الرئاسية، مشيرا إلى أن شعاره هو الدولة قبل الحزب. وقال السبسي إنه سيعمل على توسيع قاعدة التوافق في تشكيل الحكومة إلى أكبر حد ممكن مع كل الأطياف السياسية، وقال “إن حزبه “نداء تونس” لن يحكم البلاد وحده، رغم الأغلبية التي منحها له الشعب في الانتخابات البرلمانية”، ودعا قيادة حزبه إلى الاجتماع في أقرب وقت للبدء في مشاورات تشكيل الحكومة، وأعلن أنه سيعمل لصالح كل التونسيين، وأنه سيعمل باتجاه “التونسيين الذين خرجوا عن جادة الصواب إلى الطريق الصحيح، فهم تونسيون أيضا”، في تلميح منه إلى إمكانية التوجه نحو طرح مشروع شبيه بالتجربة الجزائرية في الوئام المدني والمصالحة الوطنية ونهج المبادرة التي طرحها بوتفليقة بعد انتخابه عام 1999. وأكد السبسي أن “المسار الديمقراطي في تونس كان مهددا بمخاطر كثيرة منذ البداية وما زال مهددا حتى الآن، حيث ما زالت تعترضنا مشكلات في الطريق، وهناك تحديات كبيرة يتوجّب علينا القيام بها، أبرزها تشكيل الحكومة على قاعدة من التوافق الوطني”. وقال السبسي “أنا رئيس لكل التونسيين، وأحيي المرأة التونسية التي ناضلت من أجل الحفاظ على مكتسبات الحرية والديمقراطية، وقال ما حققناه لا رجوع ولا تراجع عنه في تونس، في إشارة إلى التعهّد بتكريس حقوق المرأة التي أقرّتها مجلة الأحوال الشخصية، والتي كشف أنه كان متحفظا بشأنها عندما طرحها الزعيم الراحل الحبيب بورڤيبة في أول الأمر. وجدّد السبسي في تصريح صحفي خاطف، أن الجزائر ستكون أول بلد يزوره حال تنصيبه في منصبه الشهر المقبل. وسألت “الخبر” وزير الخارجية التونسي الأسبق كمل مرجان عما يمكن أن تشهده العلاقات الخارجية لتونس من تحوّل في عهد الرئيس الجديد السبسي، فقال “بالتأكيد السبسي سيعطي دفعا جديدا للعلاقات الخارجية التونسية، وإصلاح علاقتها بمحيطها الإقليمي، وسيعيد الدبلوماسية التونسية إلى موقعها الطبيعي، كطرف مبادر بالحوار في أكثر من قضية”، وأكد مرجان وهو آخر وزير للخارجية في عهد بن علي “لدي ثقة كبيرة في أن السبسي سيعيد تونس إلى محور الاعتدال، بمعنى إخراج تونس من سياسة الأحلاف التي لم تكن طرفا فيها على مد تاريخها السياسي”، مشيرا إلى أن العلاقات مع الجزائر ستبقى الخط المحوري والإستراتيجية لعلاقات تونس الخارجية. وعلى صعيد آخر، أكدت المحامية التونسية بسمة الخلفاوي، زوجة الشهيد شكري بلعيد في تصريح ل “الخبر”، على هامش الحفل، أنه يحذوها الأمل في أن يسهم انتخاب الباجي قايد السبسي رئيسا لتونس في الكشف عن المتورطين والمتواطئين في اغتيال زوجها. وقالت بسمة “المتورطون جنائيا من ضغطوا على الزناد وقتلوا شكري بلعيد معروفون، كمال القضقاضي ومجموعته، لكن الأبحاث والتحريات مازالت مستمرة ومتواصلة لأجل التوصل إلى الأطراف السياسية التي ساعدتهم والحاضنة السياسية التي تقف وراءهم”.