لم يخطر ببال أنصار شبيبة بجاية التي رأت النور عام 1936 أن فريقهم سيتعرض لوضع معقد على كل المستويات، إلى درجة أنه كان مهددا بالزوال من الخارطة الكروية. تساؤل تردد كثيرا على أفواه عشاق “الخضراء والحمراء”، وهو: كيف لفريق نال الكأس عام 2008 ونافس وفاق سطيف على اللقب وشارك في المنافسة القارية منذ ثلاثة مواسم أن يتعرض لأكبر هزة كادت تعصف به. والمعروف عن الشبيبة الاستقرار وحسن التسيير والتمتع بالثقة لدى مختلف الهيئات واللاعبين المتهافتين للانضمام إلى صفوفها. القبضة الحديدية بين بركاتي والمساهمين عكرت الجو تميزت نهاية البطولة باشتعال الفتيل وتبادل الاتهامات بين الرئيس فوزي بركاتي والمساهمين الذين وصفهم بالخصوم، بداعي غياب الشفافية في التعامل معه وعرقلة مهامه وهي التهم التي رفضها المعنيون، مؤكدين أنه أراد تسيير فريق محترف بعقلية الهاوي ورفض صرف أموله الخاصة. هذا المسلسل دام أسابيع، وآخر حلقاته أن بركاتي أعلن انسحابه واصطدم بمطالبة المساهمين بترسيم ذلك أمام الموثق للتمكن من البحث عن خليفته. هذا الشرط اعتبره فخا لدفعه إلى تحمل الديون المترتبة عن الموسم المنصرم والمقدرة بحوالي 9 ملايير. تحركات الأنصار وراء إنقاذ الموقف ما لا ينكره أحد أن الأنصار الأوفياء لشبيبة بجاية كان لهم الدور الإيجابي في تغيير الأمور وظهور بوادر انفراج الأوضاع، والبداية باتصالاتهم المكثفة مع المساهمين والرئيس بركاتي لإقناعهم بالعمل لصالح النادي وتجاوز الحساسيات والذاتية. وأمام تمسك كل طرف بمواقفه اضطر العديد من المحبين إلى الاعتصام في الشارع مؤخرا لدق ناقوس الخطر واستجابت السلطات المحلية والولائية، وقدمت وعودا بإيجاد حلول في مستوى التطلعات، وجسدت ذلك بلجنة مؤقتة انتهت بتنظيم جمعية عامة انتخابية ووقع الاختيار فيها على المرشح الوحيد أحمد ايدار. رئيس النادي الهاوي وافق على تحمل المسؤولية مقابل ضمانات أكد الدكتور أحمد ايدار أن سبب ترشحه لرئاسة النادي الهاوي تأثره بالوضع المؤسف السائد في عميد الأندية القبائلية، وما حفزه على المغامرة هي الضمانات المقدمة من رئيس البلدية والوالي لمساعدته ماديا ومعنويا. ومباشرة بعد مبايعته، شكل مكتبه المتكون من أبناء النادي، وهم رابوحي وقلاتي وبوييش وبوشته وفرجوخ، مع إشارته إلى تركه الباب مفتوحا. السلطات تجسد وعودها ما أسعد أنصار الشبيبة الذين احتفلوا بانفراج الأزمة بإطلاق الألعاب النارية أن السلطات قدمت الملموس مباشرة بعد انتخاب ايدار رئيسا للنادي الهاوي، حيث علمت “الخبر” أن المبلغ الأول من المساعدات المالية والمقدر بثمانية ملايير سيحول إلى الخزينة قريبا، في انتظار أغلفة أخرى للتقليل من المعضلة المالية والتخفيف من حدة الديون المتراكمة التي تعدت 41 مليارا. سباق ضد الزمن بدأت عدة أطراف تتجند من أجل إعداد أدنى الأمور لضمان إيداع ملف الانخراط على مستوى الرابطة الوطنية في الموعد المحدد. وبعد تجديد الثقة في المدرب أمين غيموز أوكلت له مهمة الاتصال باللاعبين القدامى والجدد. وفي هذا الإطار تم اقتراح عدة أسماء، ومنها عشيو وزيان شريف ومكحوت وعليوان وصدقاوي. وضمت قائمة المنضمين الأوائل ثنائي أمل مروانة بوخلفة وبن زكري ومدافع شبيبة سكيكدة لمايسي ولاعب وسط سريع غيزان عتيق.