أحرق إرهابيون يهود، فجر أمس الجمعة، رضيعا فلسطينيا لم يتجاوز 18 شهرا، حتى الموت، وأصيب ثلاثة أفراد من عائلته بحروق خطيرة، جراء حرق عدد من غلاة المستوطنين اليهود لمنزلين في قرية دوما جنوب نابلس بالضفة الغربيةالمحتلة، فيما أعلن المستشفيان الإسرائيليان “شيبا” و”سوروكا”، حيث يرقد والدا الرضيع وشقيقه أن “حياتهم في حالة خطر شديد”. قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس إن “الطفل علي سعد دوابشة، عام ونصف، توفي عقب استهداف المستوطنين لمنزله وإحراقه”. ويروي دغلس عملية حرق الطفل وعائلته: “هاجم مستوطنون منزلي المواطنين سعد ومأمون دوابشة اللذين يقعان على بعد أمتار من مدخل قرية دوما بالزجاجات الحارقة ومواد سريعة الاشتعال، وخطوا شعارات عنصرية باللغة العبرية” . وتوالت ردود الغضب الفلسطينة، حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور مختلفة بالضفة الغربيةالمحتلةوالقدس، بالتزامن مع تشييع جثمان الشهيد الرضيع. وبالتوازي اندلعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال في المنطقة الجنوبية بمدينة الخليل، عقب قمع الاحتلال مسيرة خرجت احتجاجا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: “أصيب أكثر من 25 فلسطينيا بالرصاص المطاطي في المواجهات المندلعة في الخليل”. واندلاع حريق كبير في مستوطنة “حاجاي” جنوب الخليل وهروب المستوطنين من المستوطنة بعد أن أمطر شبان فلسطينيون زجاجات مولوتوف عليها. كما شهدت منطقة جنوب نابلس ظهر الجمعة انتشارا كثيفا لقوات الاحتلال تحسبا لاندلاع مواجهات، وأصيب 50 فلسطينيا خلال المواجهات مع جنود الاحتلال خلال تشييع الطفل دوابشة، وذكر شهود عيان ل”الخبر” أن هناك انتشارا كثيفا لدوريات الاحتلال والجنود المشاة على مداخل قرى جنوب وجنوب شرق مدينة نابلس. وفي سياق آخر قررت الشرطة الإسرائيلية فرض قيود على دخول المصلين الفلسطينيين إلى الحرم القدسي الشريف لأداة صلاة الجمعة، وأغلقت معظم أبواب المسجد الأقصى، ونصبت الحواجز الحديدية على أبوابه. ويأتي الإغلاق بعد جمعة الغضب نصرة للأقصى وحرق الطفل الرضيع. واشتبك شبان فلسطينيون مع قوات الاحتلال على حاجز قلنديا شمالي القدسالمحتلة، ورشقوا الجنود بالحجارة والزجاجات الحارقة، وسط هتافات غاضبة، منددة بجريمة الحرق. وبعد ساعات من إحراق الرضيع الفلسطيني قرر وزير جيش الاحتلال قطع تدريبات لوائي جفعاتي والناحال والدفع بهما لمناطق الاحتكاك بالضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت صحيفة “هآرتس” أن الجيش يرى في إحراق المنزلين بقرية دوما جنوبي نابلس ومقتل الطفل الرضيع وإصابة عائلته عملاً خطيراً يستدعي الاستعداد لتداعياته، وتخشى دوائر في الجيش من اشتعال محتمل لمناطق الاحتكاك بالضفة. وأثارت جريمة المستوطنين الإسرائيليين ردود فعل غاضبة من الفصائل الفلسطينية التي دعت في بياناتها، وصلت “الخبر” نسخ عنها، لمهاجمة المستوطنين في الضفة. واستنكرت حركة حماس جريمة الإعدام، مؤكدة أنّ هذه الجريمة تجعل جنود الاحتلال ومستوطنيه أهدافًا مشروعة للمقاومة. وقال المتحدث باسم الحركة في الضفة المحتلة حسام بدران: “إنّ حرق المستوطنين للطفل دوابشة، وحشية “إسرائيلية” لا تغتفر، يتحمّل مسؤوليتها قادة الاحتلال التي تحرض على قتل الأطفال الفلسطينيين”. واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الجريمة “تطوراً خطيراً، وتصعيداً غير مسبوق، وجريمة يندى لها الجبين تتحمل مسؤوليتها حكومة الإرهاب والقتلة، ما يستدعي منّا جميعاً تصعيد المقاومة، وإعلان الحرب على المستوطنين والمستوطنات”. بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي “إن هذه الجريمة وغيرها من جرائم المستوطنين تمت بدعم وحماية من قوات الجيش الصهيوني التي دفعت بها حكومة الاحتلال لحماية إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية. وأكدت حركة فتح أن الجريمة التي أدت إلى استشهاد الرضيع علي دوابشة حرقا، وإصابة عائلته بجروح بليغة، هي جريمة ضد الإنسانية. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن السلطة الفلسطينية ستتوجه بملف كامل حول جريمة قتل الطفل علي دوابشة حرقا على أيدي المستوطنين، إلى محكمة الجنايات الدولية. وأضاف عباس في تعقيبه للصحفيين على هذه الجريمة أن السلطة لن تصمت على هذه الجرائم، واصفا ما حصل بحق أسرة دوابشة في دوما اليوم بأنه جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية. وعقبت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، في بيان صحفي على جريمة إحراق الطفل علي دوابشة في دوما بالقول: “ندعو إلى تحمل المسؤولية الكاملة والتطبيق الفاعل للقانون وعدم التهاون مع أعمال عنف المستوطنين في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة”. جثمان الرضيع الفلسطيني دوابشة يشيّع قرب نابلس شيّع آلاف الفلسطينيين، ظهر أمس الجمعة، جثمان الرضيع علي دوابشة، ببلدة دوما جنوب شرقي نابلس، وسط توتر وغضب رسمي وشعبي بفلسطين. وانطلق موكب التشييع من أمام مسجد البلدة، باتجاه المقبرة، بمشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وقيادات من الفصائل الفلسطينية. ولف المشيعون الجثمان بالعلم الفلسطيني، وسط هتافات منددة بالجريمة الإسرائيلية، ومطالبات بالانتقام ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه. وقال الحمد الله في كلمة له خلال التشييع، إن العالم اليوم مطالب بسرعة التحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني من القتل الإسرائيلي. وأضاف: “لم تشفع براءة الطفل الرضيع النائم في منزله، كما لم تشفع براءة أطفال غزة لهم، حيث قتلتهم الطائرات الحربية الإسرائيلية وهم نيام”. وتابع “هذه الجريمة لن تنال من عزيمتنا، ونقول كفى 48 عاما من الاحتلال، وهذا الاحتلال نريد زواله، ومن هنا على المجتمع الدولي أن يقول كلمته، فما ذنب هذا الرضيع البريء”. وأكد الحمد الله “سنذهب إلى كل المحافل الدولية بشكوى ضد هذه الجرائم، ونحن أصحاب حق وباقون، وهذه هي أرضنا، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك، ففي العام الماضي سقط آلاف الشهداء في قطاع غزة، وفي الضفة الانتهاكات متواصلة يوميا وباستمرار يسقط الشهداء، وهناك 6 آلاف أسير في السجون الإسرائيلية، ومن حقنا أن نعلي صوتنا ضد كل هذه الجرائم”. وأشار أن نحو 11 ألف اعتداء نفذه المستوطنون في الضفة الغربية، منذ العام 2004، دون محاسبة. مشعل يدعو للرد على جريمة حرق الرضيع دوابشة قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، خالد مشعل، إن جريمة حرق الرضيع علي دوابشة وحرق منزل أهله على أيدي عصابات المستوطنين هي جريمة بشعة بحق شعبنا وبحق الإنسانية جمعاء، تتحمل مسؤوليتها قيادة الاحتلال، وهو ما يؤكد من جديد على أن جوهر الصراع الحقيقي هو الاحتلال والاستيطان. وأكد مشعل أن هذه النار الآثمة التي أشعلها المستوطنون بالرضيع دوابشة أمس ومن قبله الطفل محمد أبوخضير “لن يطفئها إلا كنس الاحتلال والاستيطان عن أرضنا وقدسنا ومقدساتنا”. كما دعا مشعل إلى الرد على هذه الجريمة والاعتداءات المتكررة على القدس والمسجد الأقصى المبارك من خلال تصعيد المقاومة ضد الاحتلال وقطعان مستوطنيه، “فهي الرد الحقيقي على جرائمهم”. وأشاد رئيس المكتب السياسي للحركة بهبة أبناء شعبنا في كل أرجاء فلسطين ومشاركتهم الواسعة في “جمعة الغضب” أمس، داعيا “جماهير الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله وجماهير أمتنا العربية والإسلامية في كل مكان إلى المزيد من الجهود والفعاليات في مختلف المجالات انتصارا للمسجد الأقصى ولدماء الشهداء”. الرئيس الفلسطيني محمود عباس “نحضّر ملف قتل الرضيع لإرساله إلى الجنائية الدولية” قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن القيادة الفلسطينية تحضّر ملف مقتل الطفل علي دوابشة، حرقًا بنابلس فجر أمس الجمعة، وما سبقه من جرائم للاحتلال الإسرائيلي، لإرسالها للمحكمة الجنائية الدولية. وأضاف عباس، في تصريح صحفي أمام وسائل الإعلام في مقر الرئاسة الفلسطينية، برام الله، ظهر أمس الجمعة: “هذه جريمة تضاف إلى سجل جرائم المستوطنين، وصراحةً ترتكبها الحكومة الإسرائيلية، عندما تشجع الاستيطان وتبني في كل موقع بالضفة الغربيةوالقدس وحدات استيطانية، وتشجع قطعان المستوطنين على القيام بما تقوم به”. وتابع “أصبحت هذه الجرائم يومية، نستيقظ صباح كل يوم على جريمة، هذه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية معًا، تتحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤوليتها”. وقال “لن نسكت إطلاقًا، نحضّر ملف الجريمة وما سبقها من جرائم وسنرسلها للجنائية الدولية ولن يوقفنا أي شيء”، مشيراً إلى أنه “ما دام هناك استيطان واحتلال، ستبقى مثل هذه الأعمال”. وخاطب عباس الولاياتالمتحدةالأمريكية قائلًا: “نقول لأمريكا، ما هو رأيها بعد أن أوقفت العملية السلمية، وتوقف كل شيء، لا تقول كلمة واحدة بصدد الجرائم، التي كان آخرها مقتل الرضيع حرقًا”. واتهم عباس الحكومة الإسرائيلية، والجيش الإسرائيلي، بتوفير الحماية للمستوطنين قائلًا: “لو أرادت الحكومة الإسرائيلية منع الجرائم لاستطاعت، لا تقولوا إنهم (المستوطنون)، يخرجون على مسؤوليتهم وهواهم، لو أرادت إسرائيل منعهم لاستطاعت”. وختم عباس تصريحاته، متوعداً “سيكون لنا موقف فعلي آخر في القريب العاجل”. العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي “دواعش يهود يحرقون الأطفال الفلسطينيين” قال العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي، في معرض تعقيبه على مقتل الرضيع الفلسطيني، علي سعد دوابشه، إن “هناك دواعش يهودا يحرقون الأطفال الفلسطينيين”. وأوضح الطيبي، العضو في القائمة العربية المشتركة، في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول التركية: “هذا هو الطفل الفلسطيني الثاني (الأول هو محمد أبو خضير) الذي يقتل حرقا من قبل جماعات المستوطنين في غضون أكثر بقليل من عام واحد، ويمكن القول إن هناك دواعش يهودا يعيثون فسادا في الأرض الفلسطينية، ويحرقون الأطفال الفلسطينيين دون رادع أو محاسبة”. وأضاف الطيبي “إن المتطرفين اليهود يعيثون فسادا في الأرض بدعم من حكومة نتنياهو، حيث تنشط ما تسمى بمجموعات تدفيع الثمن في الأراضي الفلسطينية، في قتل وإحراق الفلسطينيين، وتخريب ممتلكاتهم دون رادع أو محاسبة، وعليه فإن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية بشكل مباشر وغير مباشر على هذه الجرائم”. وجماعات تدفيع الثمن تتشكل من مستوطنين يهاجمون بالتخريب والإحراق ممتلكات ومقدسات الفلسطينيين في الضفة الغربية، والقدس، والقرى والمدن العربية داخل إسرائيل. وتابع الطيبي “أستطيع أن أقدر منذ اليوم بأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لن تصدر الأوامر بهدم منازل قتلة الرضيع، ولن تطرد ذويهم، فقط لأنهم يهود”. وحول إدانة نتنياهو، ومسؤولين في الحكومة الإسرائيلية لقتل الرضيع دوابشه، قال الطيبي “أريد أن أقول إن تنديد نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين الآخرين بهذه الجريمة لا يبرئهم”. وأضاف النائب العربي في الكنيست: “هناك أطفال فلسطينيون قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي طبقا للتعليمات، وهناك أطفال آخرون يقتلون على يد المستوطنين الإسرائيليين خارج التعليمات، وما أبشع الموت والقتل بتعليمات أو دونها”.