اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاومين فلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، خلال اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال المخيم منتصف ليلة أمس، ما أدى إلى إصابة عشرات المواطنين واعتقال القيادي في حركة حماس، مجدي أبو الهيجا، ونجله وشقيقه، فيما أصيب جندي إسرائيلي بجروح بالغة الخطورة. واقتحمت قوات الاحتلال جنين ومخيمها من جميع الجهات معززة بعشرات الآليات العسكرية تساندها جرافات تابعة لجيش الاحتلال، ونحو مائتي جندي، ونشرت فرقة مشاة ووحدات خاصة في قرية وادي برقين، وسط اندلاع مواجهات عنيفة في المدينة ومخيمها بين الشبان وقوات الاحتلال. وقالت مصادر محلية ل«الخبر”: “إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال يقدر عددها بنحو 50 آلية، مصحوبة بالجرافات، اقتحمت المخيم على نحو مفاجئ وطوقت عدة منازل تتبع لعائلتي أبو الهيجا والسعدي في المخيم، واعتقلت القيادي في حماس مجدي رجا أبو الهيجا ونجله صهيب 18 عاما وشقيقه علاء”. وحول الاحتلال المخيم إلى منطقة عسكرية مغلقة، ونشر فرقة مشاة ووحدات خاصة في قرية وادي برقين، بعد تمكن مجموعة من المقاومين من تفجير جيب عسكري بواسطة عبوة ناسفة. وذكر مدير إسعاف الهلال الأحمر في جنين، محمود السعدي، أن عشرات المواطنين في جنين ومخيمها أصيبوا بحالات اختناق وتم نقل بعض الإصابات إلى مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي خلال المواجهات المندلعة في عدة مناطق بجنين. وأشار مواطنون ل«الخبر” إلى أن قوة عسكرية كبيرة بالإضافة إلى جرافات عسكرية وسيارات إسعاف حاصرت منزل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ بسام السعدي وشقيقه. وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، من جنين بعد أن شنت عملية اقتحام تعد الأوسع منذ سنوات، اعتقلت خلالها ناشطا بحركة حماس، وهدمت منزله بشكل كامل. وفي التفاصيل، أفاد أحمد أبو الهيجا من جنين ل«الخبر”: “أن قوات الاحتلال حاصرت منزل الناشط بحماس مجدي أبو الهيجا، وهو أسير محرر، شقيق شهيدين قساميين وطالبته عبر مكبرات الصوت بتسليم نفسه هو ونجله صهيب وشقيقه علاء ووالدتهما، واعتقلتهم بعد خروجهم من المنزل”. وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال طالبت زوجة أبو الهيجا وأطفاله بإخلاء المنزل، وخروج كل من فيه، مدعين وجود مطلوبين داخله، الأمر الذي نفته زوجة أبو الهيجا وطالبت الضابط المسؤول بالدخول للمنزل والتأكد من عدم وجود أحد، إلا أنه رفض خوفا من حدوث اشتباك مع مسلحين داخله، وفور خروجهم شرعت بقصفه بالقذائف وهدم أجزاء منه، قبل أن تحضر تعزيزات ترافقها جرافتان عسكريتان وتسويان المنزل بالأرض. وأسفرت المواجهات عن إصابة ضابط في وحدة يمام الخاصة “الإسرائيلية”، وهي الوحدة المتخصصة في عمليات الاغتيالات، بحسب ما قالته وسائل إعلام إسرائيلية، بالإضافة إلى إفشال المقاومين الفلسطينيين عملية كوماندوس إسرائيلية كبيرة في المخيم. وأكدت حركة حماس أن تصدي المقاومة في مخيم جنين للاقتحام، الليلة الماضية، يثبت أنها غير قابلة للخمود أو التوقف، ويوصل رسالة واضحة تختصر مستقبل المقاومة. وقال حسام بدران، المتحدث باسم الحركة، في تصريح وصلت “الخبر” نسخة منه: “إن رسالة المقاومة التي باغتت القوات المدججة لجيش الاحتلال قد وصلت لمن يعنيه الأمر”، مشددا على أن “أبناء المخيم لقنوا العدو درسا في فنون قتال الشوارع”.