يبقى مشعر منى الذي يلي وقفة عرفة، أخطر مناسك الحج، فسبق وأن سجل عدة حوادث مأساوية كان آخرها سنة 2006 يومها سجل 364 قتيلا. لم تشفع عمليات التوسعة وبناء جسر في منى في تفادي وقوع حوادث مأساوية، فلا يزال مشعر منى ثاني مشاعر الحج بعد وقفة عرفة يعد أكبر هاجس للسلطات السعودية، التي عمدت خلال العشرية الأخيرة الى اجراء عدة أشغال لتوسعة هضبة منى لتسهيل العملية أمام توافد أكثر من مليوني حاج في يوم واحد، وقرابة ثلاثة ملايين قبل تقليص عدد الحجاج منذ سنتين بسبب اشغال توسعة الحرم المكي. وسبق لهذا المكان أن عرف حادث مأساوي سنة 2006 أين لقي 364 حاج مصرعهم في تدافع مماثل، غير أن حادثة اليوم تعد الأسوء منذ فترة طويلة بعد أن لقي في حصيلة أولية 717 حاج حتفهم. ويشار أن منى تعرف أشغال توسعة وتهيئة لتسهيل عملية رمي جمرة العقبة، فالأشغال الجارية تهدف لارساء توزيع عادل لتدفق الحجاج على منشأة الجمرات من مختلف الجهات. وكان مشروع منشأة الجمراتبجائزة "فرانس إيدل مان أوارد" بالولايات المتحدة الأميركية لأفضل البحوث التطبيقية والتشغيلية، وذلك ضمن ستة مشروعات حصلت على الجائزة لعام 2015م من بين مئات المشروعات التي تم ترشيحها من جميع دول العالم. ويوفر المشروع (11) مدخلاً للجمرات، و(12) مخرجاً في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ، ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات، مما يؤدي إلى خفض درجة الحرارة إلى نحو (29) درجة مئوية وأنفاقاً أرضية، ورافق مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشروعات جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على ستة اتجاهات منها ثلاثة من الناحية الجنوبية وثلاثة من الناحية الشمالية. وتؤكد حادثة اليوم ضرورة التعجيل في اتمام المشروع لتفادي مثل هذه الحوادث.