تتميز المشاركة السينمائية الجزائرية ضمن فعاليات الدورة 12 لمهرجان “دبي” السينمائي، بالتنوع بين الحضور في المسابقة الرسمية، والمشاركة الرمزية ضمن برنامج “ليال عربية” الذي يقدم مجموعة من الأفلام العربية، تتناول مواضيع مختلفة عن الحب، الحياة، التاريخ، والقضايا العربية، بينما تتناول مواضيع الأفلام المشاركة العشرية السوداء، أزمة العلاقات المغربية الجزائرية، والهجرة. كما تتضمن الأفلام جرأة ومشاهد جنسية وإيحاءات، على غرار فيلم سالم الإبراهيمي الذي صنفه مهرجان دبي ضمن أفلام “- 18”. وحسب الموقع الإلكتروني للمهرجان، فإن المشاركة الجزائرية المنافسة على جائزة “المهر الذهبي” تشمل 3 أفلام جزائرية، هي فيلم “الآن بإمكانهم المجيء” للمخرج سالم الإبراهيمي، ويشارك الفيلم الجزائري في مسابقة المهرجان لفئة الأفلام الطويلة، كما نجد مشاركة الفيلم الوثائقي الطويل “سمير في الغبار” للمخرج محمد أوزين، والفيلم الوثائقي الطويل “عطر البيوت” للمخرج عبد الله باديس. وتعرف مسابقة “المهر الذهبي” مشاركة 19 فيلما من عدة دول، منها الفيلم الإماراتي “23 كيلومترا”، “أبدا لم نكن أطفالا” للمخرج محمود سليمان، والفيلم الفلسطيني “ليلة 3000” للمخرجة مي المصري، والفيلم التونسي “على حلة عيني” للمخرجة ليلى بوزيد، الفيلم المصري “في زحمة الصيف” للمخرج محمد خان. وجاءت مشاركة فيلم المخرج سالم الإبراهيمي الذي يحكي قصة “العشرية السوداء” لعدة أسباب، وكان لعامل التمويل تأثير كبير في حضور الفيلم، إذ إن تجربة سالم الإبراهيمي الروائية الأولى تعرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بناء على اتفاق الدعم المالي الذي حظي به المخرج من الإمارات، وقد سبق للمنتجة الفرنسية ميشال غافراس أن أعربت واحتجت كثيرا على “مقص” الرقيب الذي أراد حذف الكثير من المشاهد في الفيلم. كما سبق أن عُرض الفيلم في الدورة 37 للمهرجان السينمائي المتوسطي بمونتريال، وأيضا ضمن فعاليات الدورة 40 لمهرجان “تورنتو”، دون أن يخرج الفيلم بأي تتويج. ورغم أن الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي تعتبر طرفا قويا في جهة إنتاج الفيلم الذي تشارك فيه ميشال غافراس زوجة المخرج العالمي كوستا غافراس، كمنتجة هي الأخرى في هذا العمال السينمائي الفرنسي الجزائري، فإن بنود الاتفاق قادته أولا إلى دبي. ويشترك المال الخليجي في تمويل جميع الأفلام الجزائرية المشاركة في المسابقة الرسمية، إذ إن فيلم “عطر البيوت” للمخرج عبد الله باديس من إنتاج قطري فرنسي، شأنه شأن الفيلم الوثائقي الطويل”سمير في الغبار” للمخرج محمد أوزين الذي سيُقدم في عرض عالمي أول ضمن فعاليات مهرجان “دبي”، وهو من تمويل جزائري فرنسي قطري، ويحكي الفيلم قصة مقبرة صغيرة على أطراف الوادي الفاصل بين الجزائر والمغرب تدعى مقبرة “سيدي عمرو”، لأنها المكان الذي وُضعت فيه جثة الولي، في ضريح فقير لا يليق بمقامه. وبهذا الشكل فإن مجموع الأفلام الجزائرية المشاركة هي 6 أفلام جزائرية طويلة، فبالإضافة إلى مشاركة المخرج سالم الإبراهيمي، فإن الجزائر حاضرة أيضا بالفيلم الروائي الطويل “غروب الظلال” للمخرج محمد لخضر حامينا، والفيلم الروائي الطويل “مدام كوراج” للمخرج مرزاق علواش، وأيضا الفيلم الروائي الطويل “الأباتشي” للمخرج نسيم عمواش، وذلك ضمن برنامج “ليل عربية”.