ما هو حكم تأخير صلاة الفجر عن وقتها؟ يقول الله تعالى: {إنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} النساء:103، فلا يجوز تأخير الصّلاة عن وقتها إلاّ لعذر، والنوم قد يكون عذرًا لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن نام عن صلاة أو نسيها فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلاّ ذلك” أخرجه البخاري ومسلم، وقرأ قوله: {وَأَقِمِ الصّلاَةَ لِذِكْرِي} (طه:14) رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه، فالّذي يعمل ليلاً وينام نهارًا عليه أن يوكّل من يوقظه من أهله لأداء كلّ صلاة في وقتها ثمّ يعود إلى النوم، مع الإشارة إلى أن كثرة النوم في النهار توجب التقاعس والتكاسل، وهو عكس ما فطر الله عليه الناس بدليل قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا. وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} النبأ:10-11، أما إن لم يكن هناك أحد يوقظه لصلاة الفجر فليصلها حين يستيقظ مباشرة للحديث السابق، وهذه الحالة نادرة جدًا لوجود واحد على الأقل من أهله يوقظه. شخص يسأل عن حكم تهاونه عن أداء صلاة الفجر جماعة بخلاف الصّلوات الأخرى التي يؤدّيها جماعة؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن توضّأ ثمّ أتى المسجد فصلّى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتّى يصلّي الفجر كتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار وكتب في وفد الرّحمن”، رواه الطبراني وهو ضعيف. وقال صلّى الله عليه وسلّم: “مَن صلّى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومَن صلّى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة” رواه مسلم في صحيحه. وقال صلّى الله عليه وسلّم: “مَن صلّى الصبح فهو في ذِمّة الله” رواه مسلم في صحيحه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “ألاَ أدُلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الله به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصّلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط” رواه مسلم. وإن كان هذا الشخص يتخلّف عن صلاة الفجر مع الجماعة خوفًا من الظلام أو رغبة في النوم، فقد بشّر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المشّاءين إلى المساجد بنور يوم القيامة، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “بشِّر المشاءين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة” رواه أبو داود والترمذي وهو حديث صحيح. وما يبعث الفرحة في القلوب رؤية الشباب يقصدون المساجد بعد سماعهم الآذان وانقطاعهم عن أعمالهم من أجل إجابة النداء، فاللّهمّ بارك لنا في شبابنا واهد الغافلين منهم.