تراجعت، أمس، أسعار النفط في التعاملات الآجلة دون مستوى 45 دولارا للبرميل، حسب مؤشر برنت بحر الشمال، حيث بلغت 44.8 دولار للبرميل، فيما قدر سعر النفط لمؤشر ويست تكساس انترميديات في بورصة نيويورك ب43 دولارا للبرميل. وتأتي التطورات الجديدة في سوق النفط على خلفية تحذيرات الخبراء والمحللين من مخاطر التنافس الذي برز بين إيران والسعودية، الذي ساهم في فشل اتفاق الدوحة بين البلدان المصدرة للنفط داخل” أوبك” وروسيا لتثبيت الإنتاج، وعلى ضوء ذلك بدأ برميل النفط يفقد المكاسب المحققة في وقت سابق، حيث تدعم البرميل من انخفاض سعر صرف الدولار وبرزت مؤشرات انتعاش نسبي في اقتصاديات البلدان الغربية وانخفاض الإمدادات الأمريكية. ويسجل مزيج برنت الخام في شهر جوان المقبل 44.8 دولار للبرميل، بينما قدر الخام الأمريكي ب43 دولارا للبرميل. وتبدي الأوساط المتابعة للأسواق النفطية مخاوف من تسريع إيران وتيرة زيادة الإنتاج ثم أن تُقدم السعودية على فعل الأمر نفسه في سياق تنافس بين البلدين، ورغبة طهران في استعادة موقعها في السوق، وإن كانت إيران ليست الوحيدة في هذا المجال، حيث تقتفي العراق أيضا أثر طهران في نفس الاتجاه. وتسعى إيران إلى زيادة قدرات إنتاجها بواقع 500 ألف برميل يوميا، وهو الهدف نفسه الذي تسعى إليه السعودية، ما يساهم في زيادة العرض في السوق، حيث يرتقب أن يصل الإنتاج السعودي عتبة 11 مليون برميل يوميا، وهو مستوى قياسي يقترب من قدرات إنتاج الرياض الإجمالية. تجدر الإشارة إلى أن سقف إنتاج “أوبك” ارتفع خلال مارس الماضي إلى حدود 32.3 مليون برميل يوميا، وهو بالتالي من بين أعلى المستويات مع جانفي الماضي، وهو ما يقوض أي مساع لضمان استقرار نسبي للأسواق وتسجيل ارتفاع محسوس للأسعار، حيث يتوقع الخبراء أن يسجل مستوى سعر البترول خلال السداسي الأول من السنة الحالية أدنى مستوى له، إذ يرتقب أن يتراوح مؤشر برنت بحر الشمال ما بين 37 و38 دولارا للبرميل، مقابل حوالي 38 دولارا للبرميل لمؤشر نفط الجزائر صحاري بلند أي فوق المتوسط المعتمد في قانون المالية “37 دولارا للبرميل”، ولكن بعيدا جدا عن نقطة التوازن المقدرة ب45 دولارا للبرميل.