تبادل نواب الشتائم والسباب في أشغال اليوم الأخير من مناقشة مشرع قانون الاستثمار بالمجلس الشعبي الوطني، وأمر رئيس المجلس العربي ولد خليفة، بحذف كلمة للنائب الطاهر ميسوم المعروف ب”سبيسيفيك” من محضر الجلسة، لما تضمنه من خطاب حاد في حق وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، حيث اتهمه بكونه “ابن حركي”.
فجر تدخل النائب ميسوم، في ختام أشغال المجلس، فوضى كبيرة، مهاجما أحد زملائه في البداية بسبب التلاعب بترتيب قائمة المتدخلين في النقاش العام وحرمانه من الظهور في جلسات للأسئلة الشفوية، ورد عليه النائب المعني بكلمة نابية، ثم حول البرلماني هجومه إلى وزير الصناعة، متأسفا، حسب قوله، ل”وقوع الجزائر في يد أبناء الحركى والقياد”، معربا عن رفضه أن يحكمه ابن حركي، وهو يشير إلى وزير النصاعة الذي طأطأ رأسه. وفجرت هذه الشتائم موجة احتجاجات من جهة نواب الأرندي، الذين راحوا يطرقون الطاولات بعنف ويصرخون للتشويش عليه، غير أن النائب استمر في الكلام مرددا “الله يرحم الشهداء”. وليست هي المرة الأولى التي يثير فيها النائب الطاهر ميسوم جدلا مماثلا خلال تدخلاته، خصوصا في حضور وزير الصناعة. وعلق رئيس المجلس الشعبي العربي ولد خليفة على تدخل النائب المثير للجدال، بوصف كلامه ب”الغبار”، ثم استدرك لاحقا بأنه غير مسؤول عن تعيينه واختياره لعضوية المجلس، وتولى رئيس المجموعة البرلمانية لحزب التحرير الوطني مهمة ترطيب مشاعر وزير الصناعة، داعيا لاحترام الدولة وأعضاء الحكومة. وتدخل رئيس المجلس في ختام الجلسة لإعلان حذف تدخل النائب ميسوم من محضر الجلسات، دون أن يعلن عن إجراءات أخرى في حق النائب. وحمل نواب الجهاز التنفيذي المسؤولية عن الهجوم الحاد للنائب، من خلال عدم تسوية شكواه حول تعطيل “استثماراته” وملاحقته من قبل بعض مصالح الدولة. ولم يعلق وزير الصناعة على هجوم البرلماني عليه، رغم حدته، مكتفيا بالإجابة عن الملاحظات المتعلقة بأحكام النص، مؤكدا عدم تراجع الحكومة عن قاعدة 49/51، أو حق الشفعة، لافتا إلى أن النص الجديد يوسع العمل بهذا الحق في الخارج. ووعد بإصدار النصوص التنظيمية قبل نهاية السنة الجارية، وقرب إكمال منظومة التشريعات الخاصة بالاستثمار بنصين جديدين يتعلقان بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والقياسة.