أعلن رشيد نكاز، الناشط السياسي الجزائري المثير للجدل، رفع سقف التحدي عاليا ضد السلطات الفرنسية، بتنقله، أول أمس، إلى الدائرة الانتخابية لوزير الداخلية، برنار كازنوف، لتسديد غرامة مالية فرضت على منقبة. تم ذلك بعد 48 ساعة من تصويت مجلس الشيوخ على تعديل "قانون المساواة والمواطنة"، موجه حصريا ضد نكاز. ورافقت وسائل إعلام فرنسية، مشدودة إلى نشاط وتصرفات رجل الأعمال الذي ينحدر من الشلف، إلى منطقة شاربورغ بشمال فرنسا لتصوير مشهد تحدي كازنوف، عندما دخل نكاز إلى مكتب الضرائب لدفع الغرامة المالية عن منقبة من المنطقة، تسمى ستيفاني فهمي. وبلغ عدد الغرامات التي دفعها حتى يوم الأحد الماضي، 1173 قيمة كل واحدة 200 أورو، بحسب ما يفرضه القانون. وبذلك فقد سدد نكاز ما يعادل 4 ملايير و200 مليون سنتيم بالدينار الجزائري، بدلا عن منقبات يقول إن أغلبهن مواطنات فرنسيات ويحملن أسماء أوروبية. وقد تنقل إلى شاربورغ مجموعة من الجزائريين، تعبيرا عن مساندتهم لرجل الأعمال، الذي قال في وقت سابق إنه أقصي "تعسفا" من الترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت في 2014. وصرح نكاز ل"فرانس تلفزيون" أن وزير الداخلية "يعتزم افتعال المشاكل ضدي واستهدافي أنا شخصيا، عن طريق فرض تعديل على القانون، وذلك بهدف إدخالي السجن لمدة 6 أشهر، زيادة على تغريمي ب45 ألف أورو، والسبب أنني أدفع الغرامات بدلا عن نساء منقبات يرتدين هذا النوع من اللباس بكل حرية، ولو أنني شخصيا أرفض ارتداء النقاب". وقد صوت أعضاء مجلس الشيوخ على مشروع تعديل "قانون المساواة والمواطنة"، الذي عرضه عليهم كازنوف. ويتعلق المسعى بمنع أي شخص من أن يلتف على هذا القانون عن طريق تهديده بالسجن وبغرامة كبيرة، ومن الواضح أنه وضع خصيصا ضد نكاز. وذكر نكاز، في تصريحاته، أنه "مناضل عالمي من أجل حقوق الإنسان، ولا يمكنني أن أقبل هذا (منع ارتداء النقاب).. كما لا أقبل أن توظف حكومة أو حزب التخويف من الإسلام، بهدف الحد من الحريات الأساسية لفئة معينة من المواطنين". وقال إن 11 شرطيا منعوه من ركوب القطار عندما كان يعتزم التوجه إلى مدينة كازنوف لتسديد الغرامة، وأن الشرطة وضعته في الحجز تحت النظر لمدة 11 ساعة، ثم أفرجت عنه. ونقلت صحف فرنسية عن مصادر من الشرطة، أن اعتقال نكاز كان بسبب "عدم قانونية" مظاهرات نظمها في الأسابيع الماضية، أمام شقق مسؤولين جزائريين أو ذويهم، منهم عمار سعداني وابنة الوزير الأول سلال، وعبد السلام بوشوارب. وكتب رجل الأعمال الناشط في مجال العقار، على صفحته ب"فيس بوك"، أنه سيسافر، الإثنين المقبل، إلى منطقة فورباش بشرق فرنسا، لدفع الغرامة رقم 1174 بدلا عن منقبة. وقال إنه تعمد اختيار هذه المنطقة لأنها الدائرة التي انتخب فيها فلوريان فليبيو، نائب رئيس "الجبهة الوطنية" اليمينية. وهذه المبادرة، بحسب صاحبها، بمثابة رد على ما كتبه فليبيو بحسابه ب"تويتر"، إذ قال: "صرح المهووس بالبرقع رشيد نكاز بأنه فخور عندما تخلى في 2013 عن الجنسية الفرنسية، إذن على فرنسا أن تطرده وهي فخورة بذلك"! وحول الجدل الذي يثيره في فرنسا، قال نكاز في مقابلة مع "الخبر"، نشرت الأحد الماضي، أنه يشعر "بأنني شخص غير مرغوب فيه بفرنسا، ولكن هم يعلمون جيدا أن لدي علاقات قوية مع سبعة رؤساء دول في العالم منذ سنة 2000". واتهم سعداني وبوشوارب بالوقوف وراء حملة العداء التي تستهدفه بفرنسا، بحجة أنه نظم اعتصامات أمام بيوتهم الباريسية.