هدّد عبد السلام بوشوارب، وزير الصناعة و المناجم، أمس بوهران، خلال زيارته للمنطقة الصناعية ببطيوة، بسحب العقار الصناعي من مسؤولي شركة "توتال" الفرنسية، بسبب تأخر انطلاق أشغال مصنع الزيوت. وانتقد بطء وتيرة إنجاز المركب الصناعي لإنتاج الأنابيب لمالكه علي حداد، الذي انطلقت أشغاله منذ ماي 2013. وجّه بوشوارب نقدا شديد اللهجة للمشرفين على مصنع "توتال" لإنتاج الزيوت ورفض التعاطي مع التفسيرات المقدمة حول تأخر تجسيد المشروع الذي يتربع على مساحة 3.5 هكتار وبقيمة 20 مليون أورو، حيث تحجّج المسؤولون بعدم جدوى المناقصات المعلن عنها لاختيار مؤسسات الإنجاز. وهو ما لم يستسغه الوزير لأنه كان من المفروض، حسب تصريحات المدير العام لفرع الشركة بالجزائر، إنتاج أول قارورة زيت السيارات في السداسي الأول من 2017، وانطلاق الأشغال بداية 2015 بعد استكمال الإجراءات مع الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار. ومن غير المستبعد أن يكون التأخر مقصود بالنظر للفوائد التي تجنيها "توتال"، من خلال استيراد الزيوت المنتجة في مصنعها بالمنطقة الحرة جبل علي بالإمارات العربية بإعفاءات جمركية، بعد تقديم شهادة المنشأ للاستفادة من امتيازات المنطقة العربية للتبادل الحر. وتثير انتقادات بوشوارب ل "توتال" تساؤلات لتزامنها مع الاتفاق الممضي بين سوناطراك و"توتال" في 22 ديسمبر المنصرم لإنجاز مشروع كبير في البتروكيمياء دون تقديم تفاصيل حوله، مما يوحي بوجود اختلافات في وجهات النظر حول التعامل مع ملف الشركة الفرنسية، خاصة بعد فشل مشروع مصنع تحويل غاز الإيثان بخمسة ملايير دولار بالمنطقة الصناعية أرزيو ولجوء هذه الأخيرة للتحكيم الدولي في قضية الرسم على الفوائد. ويندرج نقد الوزير لتأخر أشغال مصنع علي حداد في غيابه، ضمن تبعات التغييرات الأخيرة التي عرفتها الساحة وتراجع دور رئيس منتدى رجال الأعمال بعد قضية المنتدى الإفريقي للأعمال. للتذكير، تبلغ تكلفة مصنع إنتاج الأنابيب الفولاذية ببطيوة 21 مليار دج ممولة بنسبة 70 بالمائة من طرف البنوك و30 بالمائة بأموال مجمع حداد. في نفس الزيارة، تفقّد الوزير مصنع "طوسيالي" التركي ومشروع إنجاز رصيف للمعادن والحديد بميناء أرزيو، كما تفقّد مصانع المناولين مع شركة "رونو السيارات" بواد تليلات لرفع نسبة الإدماج.