زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ- أون الذي يحظى باهتمام متزايد من وسائل الإعلام العالمية منذ صعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يخيفه سلاح واحد على ما يبدو، وفق تقارير صحفية أجنبية، بينها موقع قناة "العربية". ففي بداية العام الحالي، بدأ زوار أجانب إلى كوريا الشمالية، يلاحظون ما اعتبروه محيّرا، وهو رفع محطات الوقود الأسعار بواقع 80% فجأة وبأسبوع واحد، بسبب قلته في خزاناتها، إلى درجة أن بعضها أوقف أعماله، والآخر أعطى أفضلية لسيارات المسؤولين الحكوميين فقط، تاركا سائقي السيارات العادية، على قلتها، ينتظمون بصفوف طويلة للحصول على ليترات قليلة من مشتقات سائل الذهب الأسود. الصحافي ريتشارد لويد باري(Richard LIoyd Parry ) مراسل صحيفة "التايمز" البريطانية من طوكيو، قال في تحليل إخباري الخميس، أن تكهنات سرت ذلك الوقت، عن استياء الصين من استمرار جارها الدكتاتور كيم جونغ- أون، بإجراء تجارب صاروخية كلما عنّ له ذلك، فمارست ضغطا من الأقوى والأخطر عليه، وهو توقفها عن مدّه بالمشتقات النفطية كالمعتاد عبر الحدود، أو أنها قامت بخفض كميتها الى حد شعر معه بالخناق. وكالة "رويترز" من جهتها، أفادت في جويلية الماضي، أن "مؤسسة البترول الوطنية الصينية، توقفت عن بيع البنزين والديزل لكوريا الشمالية خلال الشهر أو الشهرين الماضيين (أبريل أو مايو) وسط ضغوط دولية على بيونغ يانغ للحد من برامجها النووية والصاروخية"، فيما ذكر مراسل صحيفة "التايمز" سببا آخر لرفع الأسعار، وهو أن الحكومة الكورية كانت تقوم بتحويل قسم كبير من إمدادات الوقود الصينية الى احتياطها الاستراتيجي "تحسبا ليوم تفقد فيه الصين صبرها على كوريا وتقفل عنها حنفية الوقود" كما قال. وعلى هذا الأساس، فإن قطع النفط ومشتقاته عن كوريا الشمالية، عبر وضع شروط دولية على الصين بشكل خاص لتتعامل مع النفط الذي تستورده بطريقة لا تحوله كخام ومشتقات لنظام كيم جونغ- أون، هو السلاح الأمضى والأمرّ للجمه وكبح جماحه الصاروخي النووي، والأرقام الأميركية تشير الى أن بيونغ يانغ تستورد 10 آلاف برميل نفط يوميا من الصين، أي ما قيمته 180 مليون دولار سنويا، كما تستورد مشتقات نفطية بأكثر من 150 مليونا بالعام، ومن روسيا تستورد بنزينا بحوالي مليون و700 ألف دولار. وفي كوريا الشمالية مصفاة واحدة فقط للتكرير، اسمهاSŭngri وصممها الروس بطاقة مليوني طن نفط. وبحسب موقع قناة "العربية" فإن تلك المصفاة تخرج المشتقات جاهزة للاستخدام في المصانع، ولتشغيل محركات السيارات والقطارات والحافلات، ولتدفئة المنازل والمكاتب والثكنات، ولتشغيل الدبابات والشاحنات والغواصات والطائرات الحربية، ومن دون النفط الخام للتكرير تدخل كوريا الشمالية بغيبوبة وشلل. ولهذا السبب، وزعت الولاياتالمتحدة على أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار يحظر استيراد كوريا الشمالية النفط ومشتقاته، كما والغاز الطبيعي أيضا، ومنع كل الدول إمدادات النفط والغاز المباشرة وغير المباشرة إليها، مع سماح مجلس الأمن لأي دولة اعتراض وتفتيش سفنها المشمولة بالحظر في أعالي البحار واستخدام كل الوسائل الضرورية للقيام بأعمال التفتيش.