شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إعادة بلاده إلى قيادة الساحة الأوروبية بل وحتى الدولية، مجسداً ذلك في ثلاث كلمات هي "فرنسا قد عادت". وأعلن في كلمته في اليوم الثاني من أعمال مؤتمر "دافوس"، عن خطة وطنية من خمسة محاور لاستعادة قوة بلاده الاقتصادية حدّدها في الاستثمار في القدرات البشرية في مجالات التعليم والمهارات، والاستثمار في الابتكار والمشروعات الاقتصادية، واعتماد سياسة اقتصادية مرنة، وتحويل فرنسا إلى مثال في مكافحة التغير المناخي، وأخيراً التغيير الثقافي الإيجابي. وعلى الصعيد الأوروبي، اقترح ماكرون وضع استراتيجية مشتركة تنفذ خلال عشر سنوات "تمنح للمواطنين رؤية مستقبلية"، معتبرا أن الاتحاد الأوروبي يحمل على عاتقه مسؤولية تحقيق التوازن مع الصين والولايات المتحدة. وعبّر ماكرون عن رفضه المد الحمائي الذي تشهده الساحة الاقتصادية العالمية. ووجه ماكرون انتقاداً مبطناً لنظيره الأمريكي دونالد ترامب من دون أن يسميه، إذ خاطب الرئيس الفرنسي مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب مازحاً: "نتحدث عن العولمة في مكان معزول عن العالم بسبب الثلوج. يصعب الإيمان هنا بتغير المناخ، وأنتم لم تدعوا أي مشكك في الاحتباس الحراري هذه السنة". وبهذا الانتقاد المبطن، أكد ماكرون العزم الأوروبي للحفاظ على الأهداف الدولية التي وضعتها اتفاقية باريس. وجاء خطاب ماكرون داعما لكلمة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي حذرت أمام المنتدى من أن "الحمائية" ليست الحل لمشكلات العالم.