عاش فريق وفاق سطيف خلال الفترة الأخيرة، مشاكل متعددة بسبب النتائج السلبية التي سجلها الفريق في منافستي الرابطة المحترفة الأولى وكأس الجمهورية بسبب جور الحكام، ما أدى برئيس وفاق سطيف حسان حمّار إلى التنديد بالحكام ومن يقف وراء تعيينهم من أعضاء المكتب الفيدرالي، لتتحول القضية إلى صراع بين الرئيس حمّار وأعضاء المكتب الفيدرالي بقيادة الرئيس زطشي، وأدى الوضع إلى تدهور علاقة النادي بالفيدرالية وفرض منطق القبضة الحديدية كحل لإعادة حمّار إلى بيت الطاعة. لم تتوقف إدارة الوفاق ومنذ انطلاق الموسم الكروي الجاري، عن التنديد بالظلم التحكيمي، الذي يتعرض له الفريق، خلال العديد من المباريات التي لعبها داخل وخارج سطيف، وكان حمّار يخص بكلامه دوما الحكم بن براهم، ووصل به الأمر إلى تقديم طلب للجنة التحكيم بعدم برمجة هذا الحكم لإدارة مباريات الوفاق، غير أن حمّار تفاجأ بتعيين الحكم نفسه لإدارة مباراة الدور السادس عشر من منافسة كأس الكأس، أمام شبيبة الساورة بملعب بشار، وهو القرار الذي رفضه رئيس الوفاق في البداية، وصرح حينها بالقول: “لقد أبلغت رئيس لجنة التحكيم، وحتى رئيس الاتحادية زطشي، وقلت لهم إنني أرفض تعيين هذا الحكم، غير أنهم أكدوا لي بأن بن براهم هو المناسب لهذه المباراة، وسوف يكون في المستوى، ولا خوف على فريق الوفاق منه، وما حدث كان معاكسا تماما للوعود التي تلقيناها، حيث أقصينا من الكأس بسبب أخطاء هذا الحكم، وزطشي شخصيا اعترف لي بأن الحكم ظلمنا”. وقد شهدت تلك المباراة مشاحنات بين رئيس الوفاق ومسيري شبيبة الساورة، وبلغت الأمور إلى حد تقديم العديد من الشكاوى من قبل مسيري شبيبة الساورة، وحتى رجال أمن، ضد رئيس الوفاق من أجل جره إلى العدالة، بسبب ما وصفوه بالتعدي عليهم وإهانتهم، وهي الاتهامات التي كان حمّار قد فندها ووضعها في خانة المثل الشعبي الذي يقول “ضربني وبكى، وسبقني واشتكى”، وقد أطلق حينها حمّار انتقادات لاذعة للجنة التحكيم، خاصا بالذكر السيد ميال بصفته المسؤول عن تعيين الحكام. سقوط الوفاق أمام المولودية زاد الوضعية تعقيدا كان حمّار يأمل في الخروج سريعا من أزمة مخلفات الإقصاء من كأس الجمهورية، بصفتها المنافسة الأكثر شعبية وطلبا بين أنصار الوفاق، وذلك بتحقيق انتصار على حساب العميد، في مباراة كلاسيكية احتضنها ملعب الثامن ماي بسطيف، يوم 20 جانفي الفارط، لحساب الجولة ال 17 للرابطة المحترفة الأولى، ولُعبت بشبايبك مغلقة، وتابعها رئيس “الفاف” زطشي رفقة أعضاء مكتبه الفيدرالي، إلى جانب رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم السابق محفوظ قرباج، غير أن رياح هذه المباراة جاءت عكس ما كانت تشتهيه سفن حمّار، فقد مُني الوفاق بخسارة أخرى، كان فيها للتحكيم دور مهم، حيث تغاضى الحكم الذي أدار تلك المباراة عن إعلان ضربة جزاء للوفاق في الدقيقة 57 بعد عرقلة تعرض لها اللاعب حدوش في منطقة عمليات مولودية الجزائر، وهو ما جعل من حمّار يخرج مرة أخرى بتصريحات نارية ضد أعضاء لجنة تعيين الحكام، ويعلن صراحة أن فريقه أصبح مستهدفا، وذلك بسبب شجاعة وصراحة رئيسه، الذي أصبح يقلق أعضاء المكتب الفيدرالي. خسارة أخرى بسبب خطأ تحكيمي آخر.. القطرة التي أفاضت الكأس وجاءت مباراة اتحاد بسكرة التي لعبها الوفاق في ملعب العالية أمام الفريق المحلي يوم 25 جانفي الفارط، لتفيض كأس صبر رئيس الوفاق، وتؤكد نظريته بخصوص المؤامرة التي حيكت خيوطها ضد الوفاق منذ انطلاقة الموسم الكروي الجديد، حيث منح الحكم حلالشي ضربة جزاء خيالية لفريق بسكرة، التي فاز بفضلها على الوفاق، وهو ما جعل حمّار يعلن الحرب على أعضاء المكتب الفيدرالي، ويقول بالحرف الواحد: “لم يبق لي كلام مع هؤلاء، وأنا لا أعترف بهم، كلامي الآن مع رئيس “الفاف” زطشي ووزير الشباب والرياضة، سألتقي بهما بعد يومين، وأضع معهما النقاط على الحروف”، وهي التصريحات التي قطعت آخر شعرة للمودة والتقارب بين حمّار وأعضاء المكتب الفيدرالي، بقيادة زطشي، وأعلن ضمنيا تمرد حمّار، وضرورة إعادته بالقوة إلى بيت الطاعة.