شهد مركب 24 فبراير 56 بسيدي بلعباس، مساء أمس الثلاثاء، أحداث شغب كبيرة تجسدت في تلك المشادات العنيفة التي اندلعت بين قوات مكافحة الشغب ومجموعات كبيرة من أنصار اتحاد الحراش، وذلك مباشرة بعد توقيع مهاجم اتحاد بلعباس عبد الكريم زواري هدف الفوز لفريقه في الدقيقة ال61 من المباراة من كرة ثابتة. كانت المدرجات الجنوبية الخاصة بأنصار “الصفراء” قد شهدت لجوء مجموعات من الأنصار الغاضبين إلى استعمال الحجارة والأغراض الصلبة في رشق أفراد الأمن، ما استدعى وصول تعزيزات أمنية إلى الموقع قبل أن تسارع سيارات الإسعاف إلى إجلاء العديد من المصابين من أنصار الفريق الزائر، تزامنا وتواصل المباراة المصيرية بين “المكرة” واتحاد الحراش. وكانت قوات مكافحة الشغب قد تمكنت بعد فترات من الكر والفر وسط المدرجات من السيطرة على الوضع، قبل أن يتقرر إخراج أعداد من “الكواسر” ممن أبانوا عن رغبتهم في مغادرة الملعب بدءا من الدقيقة ال86 نظير الإبقاء على البقية لمتابعة المواجهة إلى غاية الصافرة النهائية للحكم بن براهم. من جهته واجه المدرب المعاقب لاتحاد الحراش، عزيز عباس، صعوبات بالغة في الاتصال مع كرسي احتياط فريقه في ظل اختياره لمكان وسط مجموعات من أنصار اتحاد بلعباس ل”تسيير اللقاء”، وهو ما اعتبره “العقارب” بمثابة استفزاز جدي لهم، قبل أن يتدخل أفراد الأمن لتحويله إلى مدخل النفق المؤدي إلى غرف حفظ الملابس، ليتقرر بعد ذلك إعادته إلى المكان الأول بعد التزام المعني بمتابعة المواجهة من ذلك الركن “دون إثارة المشاكل”. وكان عزيز عباس قد عمل على التواصل مع مدرب حراس “الصفراء” باستعمال هاتفه الخلوي من المدرجات، الأمر الذي تفطن له الحكم الرابع مما استدعى تدخلا صارما من الحكم بن براهم الذي لم يتردد في اتخاذ قرار الطرد في حق مدرب حراس “الصفراء”، شوقي بولاشب، من كرسي احتياط الفريق الزائر. وكانت الفترة الفاصلة ما بين الشوطين قد عرفت قضاء تشكيلة اتحاد الحراش لفترة تعادل الخمس دقائق وسط الدائرة المركزية لأرضية الميدان “بعد أن قدر لاعبو ومسيرو الفريق الزائر انعدام الأمن وسط النفق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس”، ليتقرر بعد ذلك وضعهم تحت حراسة أمنية مشددة من قبل أفراد الشرطة الذين رافقوهم إلى غاية الغرف المخصصة لهم. يذكر أن أنصار اتحاد الحراش ذرفوا الدموع بعد نهاية لقاء بلعباس إثر تيقنهم من حقيقة مغادرة “الصفراء” وبنسبة قد تكاد مكتملة للرابطة المحترفة الأولى، وهم الذين وجدوا تضامنا كبيرا من أنصار الفريق المحلي الذين صفقوا لهم مطولا على وفائهم للألوان قبل أن يوجهوا الدعوات للعديد منهم لقضاء ليلتهم ببلعباس. وكانت مصادر أمنية رفيعة المستوى قد أكدت ل”الخبر”، أمس، تخطيط مجموعات من أنصار اتحاد الحراش لاجتياح أرضية الميدان في حال ما إذا اهتزت شباك فريقهم ببلعباس، “وهو ما جعلنا نضبط خطة أمنية محكمة حالت دون بلوغ العنف إلى مستويات قياسية وغير محمودة العواقب”، وفقا لذات المصدر، في الوقت الذي تجدر الإشارة فيه إلى طرد الحكم بن براهم للاعب الحراش نمديل في الدقيقة ال60 إثر تلقيه لبطاقتين صفراوين وسط “ضغط بركاني” شهده مركب 24 فبراير 56 أمس. وكانت جولة أمس قد عرفت تجمد رصيد اتحاد بسكرة عند النقطة 27، بعد هزيمته أمام الوصيف الجديد للبطولة “النصرية” ب2/1 ما جعله الأقرب لمغادرة حظيرة “الكبار” بمعية اتحاد البليدة (16 ب20 ن) المتعادل أمام شباب بلوزداد (11 ب 32 ن) ب2/2 و”الصفراء” (15 ب 25 ن) المنهزمة في بلعباس (10 ب32 ن)، في الوقت الذي واصلت فيه شبيبة القبائل (33 نقطة) “الريمونتادا”، حين “أسقطت” أولمبي المدية بثلاثية، الأمر الذي من شأنه أن يعقد أكثر من مأمورية أشبال سيد أحمد سليماني في تحقيق البقاء بعد أن تجمد رصيدهم عند حدود النقطة ال30. وكانت مولودية الجزائر (4 ب44 نقطة) قد عادت من بعيد أمام دفاع تاجنانت حين مكنها هدف وليد درارجة في الدقيقة ال90 +5 من اختطاف نقطة ثمينة من ملعب “إسماعيل لهوى” قد يمكنها في الحفاظ على الأمل في الظفر بمشاركة في رابطة أبطال إفريقيا للموسم المقبل، مع أن ذات النتيجة لن تصب على الإطلاق في مصلحة أشبال التونسي حمادي الدو (12 ب31 نقطة) باعتبار أن زملاء حداد فؤاد معنيون بتنقل محفوف بالمخاطر إلى بسكرة برسم الجولة المقبلة لمواجهة الاتحاد المحلي. وكان الرائد شباب قسنطينة قد جانب الفوز أمس أمام “الحمراوة” بمركب “عمر اوسياف” بعين تموشنت، حين تلقت شباكه هدف التعادل في الدقائق الأخيرة من أرجل لاعب المولودية الوهرانية طيايبة، ما قلص الفارق بين “السنافر” من جهة و”النصرية” وحتى شبيبة الساورة الفائزة على اتحاد العاصمة 3/2 من جهة ثانية إلى خمس نقاط. يذكر أن نادي بارادو حسم نقاط مباراته شبه شكلية ضد وفاق سطيف ب4/2، مع الإشارة إلى البرمجة النارية التي تنتظر الفرق المعنية ب”البوديوم” وتلك التي لم تضمن بقاءها بعد بحكم ما ينتظر جل الفرق من صدامات مباشرة نارية قبيل ثلاث جولات من إسدال الستار على الموسم الجاري.