أحدث توقف القنصلية السعودية بالجزائر عن إصدار تأشيرات للعمرة فجأة، أزمة خانقة أبقت مئات المعتمرين عالقين في البيوت والمطارات، ودفعت مديرية نشاط العمرة بالديوان الوطني للحج والعمرة للتدخل، أمس، بإقرار إجراءات استثنائية و”مباشرة عملية التأشير لجوازات سفر المعتمرين بداية من الواحدة صباحا من أمس، وحث الوكالات التي لديها رحلات مبرمجة ليومي 30 و31 ماي التقرب منه، مرفقة ببرنامج الرحلات في أقرب الوقت”، بحسب تعليمة لدى “الخبر” نسخة منها. وتسببت هذه الأزمة في تكبيد الوكالات السياحية التي سددت تكاليف حجوزات الفنادق لزبائنها وضبطت برنامج بعثاتها، وحجزت تذاكر السفر خسائر قدرت بالملايير، بحيث إن المئات من زبائنهم وجدوا أنفسهم عالقين في المطارات أول أمس، في غياب تام للمعلومات والتوضيحات، وكذا غياب القنصل، ما خلف حالة تيه لدى الوكالات وغليانا وسط المعتمرين بعدة مطارات. ولقد أكدت وثيقة أخرى صادرة عن نفس الجهة لدى “الخبر” نسخة منها، وجود أزمة، حيث ذكرت أنه “بناء على ما وردنا من القنصلية السعودية بالجزائر بحدوث مشاكل على مستوى عملية تأشير الجوازات، فإن ديوان الحج والعمرة يدعو وكالات السياحة إلى إحضار الجوازات المستعجلة التي لا تتعدى تواريخ رحلاتها 24 ساعة من تاريخ الإيداع، مرفقة بتذاكر السفر الفردية”، داعية هؤلاء إلى تأجيل الرحلات التي لم تصدر تأشيراتها بعد إلى غاية بداية التأشير الأسبوع القادم. وأعابت الوكالات السياحية على توقف مصالح القنصلية السعودية عن منح التأشير فجأة، بسبب “عدم وجود ملصقات التأشيرة”، مثلما نقلوا عن مصادرهم بالقنصلية، وهي مسألة إدارية تقع على عاتق الهيئة الدبلوماسية، ولا يتحملون تبعاتها بمفردهم، لكونهم قاموا بجميع الترتيبات بما فيها الموافقة التي تصدرها هيئة العمرة السعودية، يتحدث مصدر مهني، مشيرا إلى أن الجزائريين يفضلون الاعتمار خلال هذه الفترة، وهو حال 36 ألف شخص اعتمر في الفترة ذاتها من العام الماضي. ويحاول ديوان الحج والعمرة بتدخله التخفيف من حدة الأزمة وتمكين المعتمرين العالقين من الذهاب إلى البقاع المقدسة، والتقليل من حجم الخسائر التي شهدها الوكالات، وتجنيب أخرى نفس المصير. م. ف. عثماني