أعلنت وزارة الداخلية التونسية ارتفاع حصيلة عمليات انتشال جثث المهاجرين من ضحايا حادث غرق قارب للهجرة السرية فجر الأحد الماضي في عرض البحر قبالة سواحل قرقنة جنوبتونس إلى 66 جثة. وأفاد بيان لوزارة الداخلية أن عمليات البحث المتواصلة عن المفقودين في حادث غرق المهاجرين أسفر عن انتشال ثلاث جثث، ما يرفع مجموع الجثث التي تم انتشالها منذ الأحد الماضي إلى66 جثة . وأكد البيان أن فرق الإنقاذ مازالت تواصل عمليات البحث عن جثث باقي المفقودين، دون أن تعلن عن عددهم، بعدما كانت فرق الإنقاذ قد انتشلت حتى ظهر أمس 55 جثة، بينهما سبعة جثث تم انتشالها أمس الثلاثاء. وكان قارب صيد يحمل على متنه ما يقارب 180 مهاجرا سريا، قد انقلب الأحد الماضي بعد فترة قصيرة من انطلاقه باتجاه السواحل الإيطالية، على بعد حوالي 5 أميال بحرية عن جزيرة قرقنة و16 ميلا بحريا عن سواحل مدينة صفاقس. وتمكنت فرق النجدة فجر الأحد الماضي من إنقاذ 68 شخصا من بينهم 60 تونسيا وخمسة مهاجرين ينحدرون من دول إفريقية جنوب الصحراء و مغربيان وليبي، غادر أغبلهم المستشفيات بعدما تلقوا الإسعافات الأولية . وبدأت السلطات التونسية مساء الأحد في تسليم جثث المهاجرين التونسيين إلى عائلاتهم ، حيث تم تسليم أغلب الجثث إلى عائلاتها لدفنها، فيما تبقى عائلات أخرى بانتظار الحصول على جثث أبنائها. وفتحت السلطات القضائية في تونس تحقيقا للوصول إلى أعضاء الشبكة المشرفة على تنظيم هذه الرحلة السرية للمهاجرين،وتمكنت أمس من اعتقال خمسة من منظمي رحلات الهجرة السرية والوسطاء ، وتم توجيه تهم الاتجار بالبشر إليهم. ويعد هذا الحادث الثاني من نوعه في نفس منطقة جزيرة قرقنة، بعد حادث غرق 46 مهاجرا تونسيا آخرين بعد اصطدام قارب كانوا على متنه بخافرة لحرس السواحل عندك مطاردتهم في عرض البحر في شهر أكتوبر الماضي. وفي السياق قرر وزير الداخلية التونسي لطفي براهم إعفاء 10 من القيادات الأمنية في جزيرة قرقنة، بسبب ما اعتبره تقصيرا أمنيا، خلال مرافقته أمس الثلاثاء لرئيس الحكومة يوسف الشاهد لعقد اجتماع أمني حول ملف الهجرة السرية من الجزيرة . وأعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد عن اتخاذ تدابير أمنية وردعية إضافية للحد من ظاهرة الهجرة السرية، واعتبر أن ما حدث الأحد الماضي في جزيرة قرقنة مأساة يجب أن توقف في تونس، وقال يوسف الشاهد في تصريح للصحفيين خلال تنقله الثلاثاء إلى جزيرة قرقنة للاطلاع على ظروف وملابسات حادث غرق قارب المهاجرين إن " ما حدث هو مأساة كبيرة، هناك دواعي اجتماعية واحباطات الشباب وراء تزايد الهجرة، لكن هناك دواعي أمنية أخرى منها قلة الردع اتجاه تجار الموت ". وأكد الشاهد أن الاجتماع الأمني المصغر الذي عقد في الجزيرة بحضور وزير الداخلية لطفي براهم وكبار القيادات الأمنية" اتخذ قرارات مشددة في هذا الاتجاه ،لأن ظاهرة الهجرة تتزايد منذ شهر يناير الماضي، ويجب مراجعة المنظومة الأمنية العاملة في المنطقة ".