أحدثت الاتحادية الإسبانية لكرة القدم "زلزالا" كبيرا عشية المونديال، بعدما أعلنت عن تخليها عن مدربها جولان لوبيتيغي بسبب قضية "مبدأ وأخلاق"، رغم أن قرار التنحية يرهن حظوظ "لاروخا" في نهائيات كأس العالم. طغى قرار التخلي عن مدرب المنتخب الإسباني على عدة أحداث رياضية مهمة أمس، ولم يسرق "الحدث الإسباني" الأضواء من نيل أمريكا شرف تنظيم مونديال 2026 ومن فترة الترقب لمباراة افتتاح مونديال 2018 بين روسيا والمملكة العربية السعودية، كون "إقالة" مدرب دون سابق إنذار وقبل يوم واحد على افتتاح المونديال ألهب كل العالم وليس إسبانيا فقط، بعدما اختار رئيس الاتحادية الإسبانية الدفاع عن "المبدأ والأخلاق" قبل البحث عن النتائج، وقدّر بأن تعاقد مدرب "لاروخا" مع ريال مدريد وهو على أبواب نهائيات كأس العالم "خطأ جسيم لا يُغتفر" يستدعي اتخاذ "قرار شجاع ومناسب" يحفظ كرامة الاتحادية الإسبانية لكرة القدم، حتى ولو كان قرار الإبعاد قبل مباراة إسبانيا أمام البرتغال، قد تكون له تداعيات كبيرة. ولم تضيع الاتحادية الإسبانية الوقت وهي تحسم موقفها من قضية مدربها، فبمجرد انتشار خبر تعاقد لوبيتيغي مع ريال مدريد لثلاث سنوات وخلافاته "رسميا" للمدرب زين الدين زيدان، جاء، أمس، قرار الإقالة ثم تعيين فيرناندو هييرو، في نفس اليوم، في منصب مدرب وطني جديد، حيث سيتولى هييرو، وهو المدير الفني الرياضي، الإشراف على حظوظ المنتخب الإسباني في مونديال روسيا إلى حين تعيين مدرب جديد بعد المونديال. ولم يكن أي فاعل في الكرة الإسبانية يتوقع قرار بإقالة المدرب جولان لوبيتيغي حتى وإن كان تعاقده مع ريال مدريد تصرف "غير أخلاقي"، وهو الذي أقدم قبل أيام على تمديد عقده إلى غاية 2020 مع الاتحاد الإسباني، غير أن الرئيس لويس روبيالاس قرر اتخاذ القرار الذي رآه مناسبا يحفظ به هيبة وصورة اتحاديته، حتى وإن كان لوبيتيغي اختار تدريب "العملاق" ريال مدريد. واستبق رئيس الاتحاد الإسباني الأحداث وراح يؤكد بأن ما قام به لوبيتيغي "غير أخلاقي ودفعه ذلك إلى اتخاذ ما رآه مناسبا من قرار"، ليضيف "الأمر لا يتعلق بكفاءة أو عمل لوبيتيغي الذي أعتبره مدربا ممتازا، لكن لا يمكن التسامح مع الجوانب الأخلاقية"، قبل أن يقرر تعيين الدولي الأسبق فيرنيندو هيرو، في ظرف قياسي، خليفة له، رغم أن هييرو يفتقد للخبرة، وهو الذي لم يعمل كمدرب سوى موسم واحد حين درب نادي أفييدو في الدرجة الثانية. رئيس الاتحاد الإسباني قدّم درسا في الشجاعة والاحترافية وفي ضرورة احترام الأخلاق والمبدأ، وقد اتخذ قرارا قد يكلّفه مكانه سوى من أجل الحفاظ على سمعة الاتحادية، بينما لم يجد رئيس "الفاف" قبل أيام أي داع لإقالة رابح ماجر "لأسباب أخلاقية"، بعدما راح المدرب الوطني يتجرّد من واجب التحفظ، ويهين صورة الجزائر أمام عدسات الكاميرا في البرتغال، حين أعلن بأنه مستهدف في بلده، رغم أن زطشي كان قادرا على تنحيته من حيث المبدأ والحفاظ على سمعته، دون أن يترتب عن ذلك أي ردود فعل، على اعتبار أن وضعه يختلف عن وضع رئيس اتحادية إسبانيا، فالمنتخب الوطني واجه أيضا البرتغال، لكن في مباراة ودية وهو (المنتخب الجزائري) غير معني بالمونديال.