فقدت الكرة الجزائرية اليوم السبت أسطورة كروية وواحد من أفضل اللاعبين في تاريخ البلاد في فترة الستينات والسبعينات، الدولي احسن لالماس، عن عمر يناهز 75 عاما، متأثرا بمرض عضال لازمه لمدة طويلة. وبدأ لالماس مشوراه الكروي مع أولمبي العناصر الذي سجل معه رقما قياسيا فريدا لم يسبق لأي لاعب أن حققه والمتمثل في تسجيل 14 هدفا في مباراة رسمية واحدة. كان ذلك في لقاء كأس الجزائر أمام نادي بئرتوتة الذي انهزم في هذه المباراة بنتيجة 18 هدفا. بعدها، التحق لالماس بجاره شباب بلوزداد الذي تأسس عام 1962 بعد توحيد ناديي حي بلكور الوداد والشباب. مع هذا الفريق، هيمن على الكرة الجزائرية في الستينات حيث توج معه بأربعة ألقاب للبطولة (1965 و 1966 و 1969 و 1970) وثلاث كؤوس للجزائر (1966، 1969 و 1970) وبثلاثة ألقاب للمغرب العربي (1970 و1971 و 1972 مع الفريق الوطني، استدعي في أول لقاء دولي للجزائر المستقلة يوم 6 جانفي 1963 ضد منتخب بلغاريا للآمال، وعمره لم يتجاوز بعد 20 عاما، لما تلقى الدعوة من ثلاثي الطاقم الفني الوطني (عبد القادر فيرود. اسماعيل خباطو وعبد الرحمن إبرير). لالماس الذي قضى كامل مشواره الرياضي بالجزائر، كان دائم الحضور بالمنتخب الجزائري، إلى اللاعبين المحترفين الممارسين في فرنسا الذين صنعوا أمجاد منتخب جبهة التحرير الوطني. ويتذكر القدامى اللقاء الذي خاضه لالماس يوم 4 نوفمبر 1964 أمام المنتخب العتيد للاتحاد السوفياتي سابقا الذي كان يملك في صفوفه نجوما من طراز عالمي على غرار الحارس الأسطوري ليف ياشين الذي يعتبر أحسن حارس عالمي لكل العصور. وكانت النتيجة آنذاك (2-1) لصالح الروس، قبل أن يتم إقحام لالماس في الشوط الثاني ليعدل النتيجة للمنتخب الجزائري بقذفة على الطائر خادعت الحارس العملاق ياشين. انطلاقا من هنا، وُلدت "الأسطورة" لالماس الذي طبع تاريخ الكرة الجزائرية بتأثيره القوي على اللعب، ومقاومته، تحكمه في الكرة، ورؤيته الواسعة، ومراوغاته القاتلة، وحسه الكبير في التهديف. وفي ظله، نشأ لاعبون موهوبون آخرون نذكر منهم عميروش، فريحة، صالحي، سريدي، كالم وبتروني. بالإضافة إلى صفاته كهداف، كان للالماس تأثير كبير على زملائه في الفريق، وهو ما جعله يتحول بصورة تدريجية إلى صانع ألعاب، متخليا عن منصبه الأصلي كقلب هجوم. فذكاؤه الحاد، وخصائصه كمسير للرجال وانطلاقاته السريعة والحاسمة، جعلت منه أحد اللاعبين تكاملا على مستوى القارة الإفريقية. ففي نهاية مشواره الرياضي، غادر شباب بلوزداد للالتحاق بنصر حسين داي الذي كان يضم آنذاك ثلة من المواهب الصاعدة على غرار علي فرقاني ومحمد خديس ومزيان إيغيل ومحمود قتدوز.كما أشرف لالماس على تدريب المنتخبات الوطنية للشباب (أواسط) خلال الثمانينات.