كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم، نور الدين بدوي، مساء امس الخميس بالجزائر العاصمة، عن وضع خارطة طريق تهدف لاستحداث "نموذج جديد" لاستهلاك الطاقة في المرافق والممتلكات العمومية على المستوى المحلي. و قال في كلمة له،خلال مراسم التوقيع على اتفاقيات تمويل مشترك بين وزارة الطاقة وممثلي البلديات يتم بموجبها استبدال المصابيح العادية بأخرى اقتصادية في الإنارة العمومية في 33 بلدية، "وضعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية خارطة طريق قائمة على إرساء نموذج جديد لاستهلاك الطاقة في المرافق والممتلكات على المستوى المحلي، سيسهم في تخفيض معدلات الاستهلاك وحماية البيئة، كما سيشجّع على نشوء شبكة جديدة من المؤسسات الشبانية الصغيرة التي تعنى بهذا المجال". وتستند هذه الخارطة ، حسب الوزير، على تحديد برنامج استثماري لفائدة الجماعات المحلية والذي قد دخل حيز التنفيذ ابتداء من السداسي الثاني لهذه السنة، وستمتد فترة تجسيده على ثلاث (03) سنوات، أي لغاية 2020 كمرحلة أولى. و يهدف هذا البرنامج الذي خصص له غلاف مالي يقدر ب 40 مليار دج، إلى تحقيق إدماج الطاقات المتجددة في ممتلكات البلديات وذلك من خلال تزويد أكثر من 1.541 مدرسة ابتدائية بالكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية، أي بمعدل مدرسة ابتدائية في كل بلدية في أفاق 2020. وحسب بدوي، فان هذه المشاريع تكتسي "بعدا إيكولوجيا واقتصاديا هاما مما ستسمح بخلق حس توعوي في أذهان الأطفال المتمدرسين الذين سيكون إدراكهم العلمي وملامستهم الواقعية لأهمية الطاقات المتجددة الدور الكبير في رسم جسور نقل هذه الثقافة وهذا الالتزام البيئي نحو عائلاتهم أيضا". وفي نفس السياق، وجهت الوزارة تعليمات لتعميم الإنارة العمومية المستعملة للألواح الشمسية، بالأخص في ولايات الجنوب والهضاب العليا والمناطق البعيدة عن الشبكة الوطنية للكهرباء. كما سيتم إنجاز في أفاق سنة 2020، حوالي 100.000 عمود إنارة عمومية مزوّد بالألواح الشمسية، التي ستحقق، "استقلالية" في التزوّد بطاقة "نقية" و"نظيفة"، من دون دفع أي فاتورة للكهرباء. من جهة أخرى و في خضم هذا البرنامج الثلاثي أكد بدوي أنه سيتم تزويد أكثر من 148 مسجد بالألواح الشمسية مع برمجة تعميم هذه المبادرة تدريجيا على مساجد أخرى". كما يسعى ذات القطاع من خلال هذا البرنامج الاستثماري إلى مواصلة الانجازات الكبرى التي حققتها الجزائر في مجال الربط بالطاقة الكهربائية من خلال المضي في ربط المناطق المعزولة والنائية المتبقية، خصوصا بالجنوب الكبير والهضاب العليا والمناطق الحدودية، بكهرباء من مصادر نظيفة ي وذلك بتزويد قرابة 25.000 منزل بالكهرباء من مصادر نقية في أفق 2020. للتذكير تم أمس الخميس، بالجزائر التوقيع على اتفاقيات تمويل مشترك بين وزارة الطاقة و ممثلي البلديات، يتم بموجبها استبدال المصابيح الزئبقية العادية بأخرى اقتصادية في الإنارة العمومية في 33 بلدية عبر 29 ولاية . و تنص هذه الاتفاقيات،الموقعة بمقر وزارة الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية على تمويل عملية استبدال 10.000 وحدة إنارة عمومية عادية بمصابيح اقتصادية للطاقة من نوع " الليد " على مستوى البلديات أي بمعدل 303 جهاز إنارة لكل بلدية من البلديات ال33 . و تقضي الاتفاقيات المبرمة بان يساهم الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة في تمويل البرنامج بنسبة 50% على أن تتحمل البلديات النصف الآخر من الأعباء من ميزانياتها الخاصة. و تقدر قيمة هذا البرنامج التمويلي ب 400 مليون دج.